10% من المصابين بالسكري في السعودية.. أطفال

ارتفاع نسبة إصابة السعوديين بالسكري وأمراض القلب مقارنة بالمعدلات العالمية

TT

توصلت دراسة سعودية حديثة أجريت على مستوى البلاد الى أن 24 في المائة من البالغين السعوديين مصابون بداء السكري، في وقت كان 14 في المائة منهم فقط لديهم استعداد للإصابة بالمرض. كما ظهر ان نحو 51 في المائة الذين شملتهم الدراسة مصابون بأمراض شرايين القلب، كانوا مصابين أيضا بداء السكري. وأبلغ «الشرق الاوسط» الدكتور منصور النزهة استشاري أمراض القلب ومدير مركز الملك فهد لطب وجراحة القلب الذي اشرف على الدراسة البالغ عدد أفرادها 7 آلاف مواطن، أن نسبة إصابة السعوديين بالسكري وأمراض القلب مرتفعة جدا مقارنة بالمعدلات العالمية، إلا أن نسبة الإصابة بالسكري لدى السعوديين متقاربة مع مثيلاتها في الخليج نتيجة تشابه نمط الحياة الاجتماعية، إلى جانب عدم ممارسة الرياضة والتركيز على مأكولات دسمة، حيث تساهم المرأة السعودية بشكل مباشر بما تعده من أطعمة في إصابة أسرتها بالسكري.

* حوار حول السكري

* وفي هذا الصدد يجتمع اليوم السبت أطباء من مختلف أنحاء العالم العربي خلال المؤتمر الخامس لأمراض السكري ومدى خطورته على المجتمعات العربية. وحول أبرز المستجدات في هذا المجال التقت «الشرق الاوسط» بالدكتور خالد عبدالله طيب رئيس اللجنة الوطنية لكافحة داء السكري فكان هذا الحوار...

* ما الجديد الذي سيقدمه المؤتمر؟

ـ المؤتمر يضم عدد كبير من الخبرات العربية في مرض السكري والغدد الصماء، وسيطرح أحدث الأبحاث التي أجريت في العالم العربي حول هذين التخصصين، وسيكون هناك لقاءات وحوارات بين المشاركين لوضع حلول لفائدة مرضى السكري في العالم العربي مع تبادل الخبرات.

* ماذا عن زراعة خلايا «بيتا» كأحد الحلول لمرضى السكري؟

ـ مشروع زراعة خلايا بيتا (خلايا بنكرياسية), لا يزال طور التجربة. والدراسات أظهرت نجاح العديد من عمليات زراعة خلايا بيتا، إلا أن الأمر يحتاج إلى تقنية عالية وعدد كبير من المتبرعين، وهذا قد لا يكون متاحا لجميع المرضى.

* ما الجديد المطروح في السوق عن أدوية وعلاجات مرضى السكري؟

ـ التقنية الحديثة المطروحة طورت أنواعا حديثة من الأنسولين، فقد وفر الأنسولين أحادي الجزيئي سريع الامتصاص بدلا عن السداسي، وهذه تقنية تدخل في الهندسة الوراثية، إلى جانب أجهزة ضخ الأنسولين للاستخدام الخارجي والتي تساعد على السيطرة على سكر الدم بضخ كميات صغيرة من الأنسولين على مدى الساعة، بالإضافة إلى الجرعات التي يتناولها المصاب قبل الوجبات. كما أن هناك نوعا جديدا من الأنسولين تحت الدراسة، إذ سيتم تناول الأنسولين عن طريق الاستنشاق، إلى جانب أجهزة قراءة نسبة سكر الدم لمدة ثلاثة أيام، والتي تمكن الأطباء من تحديد الخطة العلاجية للمريض بدقة.

* اصابات الاطفال

* كم عدد المصابين بالسكري من الأطفال السعوديين؟

ـ نسبة الإصابة بالسكري عند الأطفال هي 10 في المائة من إجمالي عدد المصابين بالسكري، وهي نسبة مرتفعة.

* هل يختلف مرض السكري عند الأطفال عنه لدى الكبار؟

ـ إصابة الطفل تعني التأثير على العائلة بشكل عام، فالإصابة المبكرة وعدم السيطرة على المرض قد تؤدي إلى مضاعفات مبكرة، خاصة في الكلى والعين، إضافة إلى المعاناة التي تصاب بها الأسرة من جراء إصابة الطفل بالسكري فهي مشكلة اجتماعية بالدرجة الأولى.

* ما سبب ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري في السعودية؟

ـ أهم الأسباب العادات الغذائية وعدم ممارسة الرياضة ونمط الحياة الفاتر والاستعداد الوراثي للإصابة.

* هل يمكن الشفاء من مرض السكري؟

ـ الأشخاص الذين لديهم سمنة زائدة ربما تعود معدلات السكري لديهم إلى المعدلات الطبيعية في حال استخدموا الحمية الغذائية وانخفاض الوزن، بحيث يكون لديهم الاستعداد لعودة المرض في حال عودة الوزن إلى سابق عهده.

* ما طبيعة عمل اللجنة الوطنية لمكافحة السكري؟

ـ اللجنة شكلت بتوجه سام لوضع خطة لمكافحة داء السكري في المملكة العربية السعودية، ويشارك فيها 11 عضوا يمثلون جميع القطاعات الطبية السعودية. ومنذ العام وهو عمر اللجنة تم وضع أسس التعامل والهيكل التنظيمي في اللجنة، أما عن أبرز أعمالها فقد تم تقديم مشروع لوزير الصحة بضرورة إنشاء مراكز لمكافحة السكري في جميع أنحاء البلاد، وقدمنا مذكرة إرشادية توضح الأهداف المرجوة من هذه المراكز، وخطة عملها الكفيلة بالتعاون مع المراكز الصحية والمستشفيات في رعاية مرضى السكري، وقد اعتمد وزير الصحة إقامة عدد من هذه المراكز في مناطق مختلفة من البلاد في هذا العام، وهذه خطوة رئيسية في تطوير رعاية مرضى السكري.

* هل ستساعد هذه المراكز في الحد من عدد المصابين بالسكري؟

ـ سيتم أتخاذ إجراءات وقائية للحد من معدلات الإصابة بالمرض، وذلك عن طريق التوعية بتغيير نمط الحياة التي ساهمت في ارتفاع هذه المعدلات، واتخاذ إجراءات توعوية بالتعاون مع عدد شركات الأدوية المنتجة لعقاقير معالجة السكري، مثل حملات شركة «جلاكسو سميث كلاين» منتجة دواء «أفانديا» التي تنفذها حاليا في السعودية بالتعاون مع وزارة الصحة، حيث قدمت الشركة برامج جيدة للتوعية والحماية من هذا المرض، والأمل أن تحذو الشركات الأخرى نفس التوجه.