طبقات رقيقة تمنع تراكم الأوساخ على الزجاج

TT

حينما جددت الحكومة الألمانية مبنى الرايخستاغ ببرلين زودته بقبة زجاجية هائلة يدور حولها سلم حلزوني للزوار. واكتشف المهندس متأخرا بعد ذلك أن كلفة تنظيف هذا الزجاج ستتجاوز سعر ترميم المبنى بأكمله خلال بضع سنوات. وهكذا اضطر المهندسون لتطوير روبوتات خاصة تتولى تنظيف سقف القبة بين فترة وأخرى.

ويبدو أن مهنة تنظيف الشبابيك والمخاطر الناجمة عنها، وخصوصا في المباني العالية، ستصبح قريبا في خبر كان بفضل اختراع ألماني جديد ستنشرح له بالتأكيد أسارير المسؤول الإداري عن الرايخستاغ. وإذا كانت هناك شركات سابقة في مجال الزجاج الذي لا يتسخ للمباني الجديدة فإن شركة هينكل الألمانية من دسلدورف (غرب) توصلت إلى حل لزجاج النوافذ القديم. وقدمت شركة هينكل حلها من أجل نوافذ مصابة بالـ«Dirtphobia» (الخوف من الأوساخ) سائلا يحتوى على جسيمات دقيقة «نانو بارتكلز» يشكل طبقة غاية في الرقة على سطح الزجاج ويزوده بالقدرة على طرد الأوساخ. وتقول مصادر الشركة إن الجسيمات الدقيقة لا يزيد حجم الواحدة منها عن بضعة أجزاء من مليون جزء من المليمتر وترتب نفسها على الزجاج بشكل شبكة رقيقة منتظمة. وتعمل الطبقة الرقيقة من الجسيمات على توزيع أية قطرة ماء تقع على الزجاج إلى طبقة أخرى رقيقة سرعان ما تتحول بدورها إلى قطيرات صغيرة جدا تتساقط عن الزجاج كاسحة معها ذرات الغبار والأوساخ. والمشكلة في السائل الجديد أن كلفة إنتاجه عالية وهذا يعني أن استخدامه للأجسام النانوية لا يعني أن ارتفاع سعره سيكون نانويا أيضا.

وكانت شركة بلكنغتون قد تحدثت أيضا عن كسو الزجاج بطبقة نانوية تجعله هايدروفوبيك، أي يخشى الماء، وهي تقنية تعتمد الزجاج المزيح للماء بشكل سريع. وعملت بلكنغتون على كسو الزجاج بطبقة شفافة رقيقة جدا من اوكسيد التيتان. وهي تقنية معدة للزجاج الحديث لأنها تتطلب كسو الزجاج أثناء صناعته وهو ما يزال ساخنا. ويعمل اوكسيد التيتان هنا كعامل مساعد يعمل مع نور الشمس على إذابة الدهون والأوساخ التي تلتصق على الزجاج كما يعمل على توزيع الماء على السطح ومن ثم ارتداده عن اللوح الزجاجي بسرعة.

ومشكلة هذه الطريقة هي أنها ليست دائمة وتفقد طبقة اوكسيد التيتان قدراتها بعد فترة من بناء الزجاج في المباني، الأمر الذي يفتح المجال أمام قناني شركة هينكل لمواصلة تسليح الزجاج بالقدرة الذاتية على التنظيف.