كيب كنافيرال ـ رويترز: أبلغ خبراء متخصصون في دراسة تأثير السفر في الفضاء في الجسم البشري، لجنة رئاسية أميركية ان هناك تحديات (فضائية)، الا انها لن تقف حائلا أمام بناء قاعدة دائمة على القمر، وهو ما يمهد لارسال رواد فضاء الى المريخ.
وحدد ستانلي مولر وماري آن فيري، وهما خبيران في الطب الفضائي ولهما باع طويل في هذا المجال يوم الاربعاء، عددا من الاخطار الصحية التي قد يواجهها رائد الفضاء في المستقبل، بدءا من التسمم بالاشعاع وحتى الاصطدام بالاجسام الفضائية، الا انهما قالا ان وكالة الطيران والفضاء الأميركية «ناسا» تبتكر خططا لاي طارئ محتمل.
وأبلغ مولر اللجنة الرئاسية بشأن القمر والمريخ وما وراءهما قائلا «من وجهة نظر طبية لا بد من انجاز المزيد من البحوث، الا اننا لا نرى عقبات كأداء هناك». ويقع على عاتق اللجنة التي يرأسها مدير سلاح الجو الأميركي السابق ادوارد بيت الدريدج، تطوير استراتيجيات لتحقيق الاهداف التي أعلنها الرئيس بوش في يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال مولر اثناء جلسة للجنة بقاعدة رايت بيترسون للسلاح الجوي في اوهايو «يكون ارسال طاقم فضاء يقضي 90 يوما في مستعمرة بالقمر برنامجا طموحا لحد ما».
ويعتبر الاشعاع سواء الناتج عن الوهج الشمسي أو الاشعة الكونية أخطر عقبة من وجهة نظر العلماء. وبينما يمتلك القمر وفرة في التربة التي ستحمي المواقع التي سيعيش عليها رواد الفضاء فان الرحلة للمريخ التي تستغرق 15 شهرا تثير مشاكل معينة، الا ان مولر قال ان الروس ابتكروا اجراءات مضادة تتضمن تغيير اتجاه سفينة الفضاء حتى يمكن حماية الطاقم من معظم الاشعاعات الآتية من وهج الشمس، بينما وفرت بحوث في الولايات المتحدة دروعا مضادة للاشعاع أخف وزنا.
وقالت ماري فيري ان المشكلة الثانية القائمة، هي التأثيرات السيكولوجية (النفسية) الناتجة عن طول السفر في الفضاء. واضافت ان الرحلات تقود الى «عزل طاقم الفضاء على مسافات بعيدة من الارض، وبذا يطول معدل تأخير الاتصال. وسيتم حشر الرواد في أماكن ضيقة ويحيط بهم الخطر، وسيقل معدل نومهم». ويقول خبراء ان الاحباط الناتج عن تلك الظروف قد يقلل من مستوى مهارة الطاقم ويؤثر في سلامة افراده.
وتقول فيري ان التمويل مصدر تهديد اخر لسلامة الطاقم. ويعتبر التمويل الموضوع الاكثر اثارة في مثل تلك المنتديات، لان خطة بوش التي تنادي باحراز تقدم في استكشاف الفضاء لم تواكبها زيادات مناسبة في التمويل.
الا ان هناك مصدر قلق اخر يؤرق مولر وهو ما العمل في حالات الطوارئ الطبية عندما تكون أقرب مستشفى على بعد الاف ان لم يكن ملايين الاميال. ويقول مولر انه يتوجب أن تكون هناك صيدليات فضائية عليها ما لا يقل عن 200 نوع من الادوية ومعدات للعلاج يتمكن الرواد بمقتضاها مثلا من استئصال الزائدة الدودية اذا ما تضخمت. وكان من المقرر ان تستمع اللجنة امس الخميس الى اقوال جون جلين عضو مجلس الشيوخ الأميركي السابق وأول أميركي يدور حول الارض.