يقوم مركز البحوث المائية في وزارة الري السورية بالتعاون مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والاراضي القاحلة ـ اكساد ـ التابع لجامعة الدول العربية، حاليا بتنفيذ البحث الثاني من مشروع شبكة المعلومات الجغرافية في المشروعات المائية لربط المخططات والخرائط بالمعلومات المتعلقة بمشاريع المياه المتكاملة والجوانب البيئية والاجتماعية وتحديد مناطق التأثير وتقييم الوضع الراهن.
وكان المركز قد انجز البحث الاول من المشروع بتطبيق نظام المعلومات الجغرافية GTS في الاختيار الامثل لمواقع السدود السطحية الذي يعتبر الركيزة الاساسية لتنمية الموارد المائية عن طريق بناء السدود باستخدام الحاسوب، مما يسهل اتخاذ القرار المناسب بأسرع ما يمكن وبأقل التكاليف. وتعتمد المرحلة الثانية من المشروع على الخارطة المائية الرقمية مقياس 1/200 الف تفصيلية في اتخاذ القرار واعتماد المنحنيات وطرق المواصلات والمدن والغطاء النباتي والمسيلات المائية الطبيعية اساسا لبناء الخارطة مقاس 1/75 الف، وتجميع المعطيات اللازمة لبناء بقية وحدات الخارطة من مسيلات الانهار ومجموعات الينابيع وشبكات الري الرئيسية ولآبار المراقبة والطبقات المائية ونوعية المياه وغيرها. كما تتضمن المهلة الثانية تحديد المعايير اللازمة لاختيار المواقع المثلى للسدود وتجميع المعلومات وادخالها الى الحاسب ومعالجتها للحصول على النتائج الاولية التي تتضمن مسحا جيولوجيا لواقع المسيلات المائية في المنطقة. وتهدف الى الكشف عن الشقوق في المواقع المحددة والتحديد النهائي لمواقع السدود.
رفع مستوى الأداء ويساعد مشروع الشبكة المذكور على رفع مستوى الاداء في الاعمال الادارية والفنية كافة وعلى جميع الصعد الخدمية والاستثمارية والتخيطيطة والتنفيذية. ويعمل على ارشفة البيانات والوثائق والمعلومات وتقليل استخدام الوسائل الالكترونية وتسريع عملية الاستعلام والمراجعة. كما يسهل النظام المذكور المعالجات الاحصائية والفنية والمشاكل المتعلقة بالتكوين العلائقي للمعلومات كافة والوصول الى الاستثمار الامثل لها واجراء الاتصالات بين اجزاء واقسام الادارة والكيان الفني كافة بهدف تقييم واقع العمل والبنية الداخلية. وتسعى الشبكة ايضا الى تنفيذ برنامج الاعمال الخاص بمشروع نظام الموارد المائية عبر دراسة وتعميم استمارات لجميع الاحواض وفق حزم برمجية للتعامل مع بيانات المياه السطحية والجوفية وتلوث المياه ومعطيات السدود. كما يستعد المركز المذكور الى انجاز بحث آخر حول وضع نموذج حوض نهري بردى والاعوج وتطوير النموذج الاحصائي لاستقراء تدفق النبع في مرحلة مبكرة من العام واستخدام هذا الاستقراء في تخطيط استثمار مياه النبع خلال فترة الشح، حيث يستند الى قاعدة معطيات حاسوبية لحوض النبع.
عجز مائي هذا وكانت الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) قد اعدت دراسة علمية لتطوير المياه في الاحواض المائية الشمالية الغربية والوسطى في سورية توقعت فيها ان يبلغ العجز المائي في الاحواض 50% من الاحتياجات المائية عام 2005، وتؤكد الدراسة ان الاحتياجات المائية في الاحواض تجاوزت الاستطاعة المتوفرة من مصادر المياه بنسبة 35% عام 1996. وترى جايكا ان هذه المشكلة يمكن التغلب عليها خلال فترة زمنية قصيرة وذلك بتطوير المصادر المائية عبر حصرها وتوفر معلومات وثيقة عنها تكون سندا للخطط والسياسات المائية المستقبلية.
وتشير الارقام الاخيرة الى تراجع الوضع المائي في سورية نتيجة انحسار معدلات الامطار في السنتين الاخيرتين، اذ لا تزيد الموارد السطحية والجوفية المتجددة عن 821/18 مليار م3 ووصلت المساحات المروية عن طريق الضخ من الآبار الى اكثر من نصف مليون هكتار، بينما يبلغ نصيب الفرد السوري من المياه المتاحة للاستعمال 1065 م3 في السنة وهو قريب جدا من خط الفقر المائي.