مشاريع لمكافحة التراخوما وعمى الأنهار في السودان

البروفيسور مأمون حميدة: المنظمات العالمية والأميركية ترغب في دعم برامج الصحة السودانية

TT

اوضح البروفيسور مأمون محمد علي حميدة رئيس اكاديمية العلوم الطبية والتكنولوجيا والمسؤول عن مشروع مكافحة التراخوما وعمى الانهار في السودان ان الاجتماع الدوري السنوي لتقييم مشاريع الصحة التي تدعمها مؤسسة كارتر في افريقيا واميركا الجنوبية يراجع كافة المشاريع الصحية التابعة للمؤسسة في هاتين القارتين بغرض بحث انجع السبل في انجاح هذه المشاريع وتحقيق الاهداف المرجوة منها. وقد ناقش اجتماع هذا العام الذي عقد في مركز كارتر بأتلانتا في الولايات المتحدة خلال شهر مارس (آذار) عام 2004 ضمن المشاريع الصحية، مشروع مكافحة التراخوما وعمى الانهار.

وقال البروفيسور حميدة لـ الشرق الأوسط ان وفد السودان عرض المشاريع المختلفة لمكافحة عمى الانهار في جنوب السودان وجنوب دارفور (غرب السودان) ومشروع مكافحة التراخوما في منطقة اعالي النيل بجنوب السودان ومناطق حلفا والمحس في شمال السودان وأم ضوا بان في الخرطوم، بالاضافة الى مناطق النازحين في اطراف العاصمة السودانية، واضاف ان الوفد قدم توقعاته المتعلقة بهذه المشاريع الصحية في فترة السلام المرتقب في السودان، اذ ان هذه المشاريع تعتمد على تنشيط حركة المجتمع.

واشار حميدة الى ان هناك مشاكل صحية سيأتي بها السلام في جنوب السودان، اولاها النزوح المعاكس واثره في نقل الامراض. اما ثانية المشاكل فتتمثل في عدم وجود مجتمعات ذات صبغة لمجتمعات متكاملة تتبنى هذه المشاريع، خاصة بعد السلام، اذ ان من المنتظر ان تنزح الى مناطق الجنوب اعداد كبيرة من النازحين من مناطق مختلفة لا تربطها رابطة المجتمع او القرية او الانتماء الى المكان الجديد الا بعد فترة طويلة، مما سيؤثر سلبا على اداء المشاريع الصحية التي تعين على تفعيل المجتمعات. المشكلة الثالثة تغيير القيم الاجتماعية وتباينها بالنسبة للوافدين الى مناطق الجنوب بعد السلام، خاصة الذين عاشوا في مناطق شمال السودان وتأثروا بالقيم والتقاليد الموروثة في الشمال، وربما كثير منها لا يتماشى مع مفهوم الصحة الجيد، خاصة في ما يتعلق بالعلاقات الجنسية. اما المشكلة الرابعة فهي انتشار الامراض في منطقة جنوب السودان في ما بعد السلام الذي تسببه حركة الهجرة او التوطين الجديد في جنوب السودان.

وقال البروفيسور حميدة ان هناك رغبة جادة من المؤسسات الصحية العالمية ومؤسسات التمويل الاميركية للمساهمة في رفع حجر الصحة في السودان. فالموضوع الاساسي بالنسبة لهذه الرغبة، هو هل ستتعامل هذه المؤسسات والمنظمات الاميركية الطوعية مع جنوب السودان كجزء من دولة كبيرة وتحترم سيادة الدولة السودانية? ام ستتعامل مع جنوب السودان كدولة منفصلة، وتدير مثل هذه المشاريع الصحية في الوقت الراهن من نيروبي في كينيا، واضاف اننا اوضحنا لهذه المؤسسات الدولية والاميركية اهمية تدريب العاملين في الحقل الصحي، من خلال مركز تدريب في الخرطوم، لما في ذلك من خير وفائدة لابناء الشمال والجنوب معا. كما سيقلل انشاء مثل هذا المركز التدريبي في الخرطوم من تكلفة التدريب، وسيكون تعامل الشماليين مع الجنوبيين في التدريب سهلا ميسرا لمعرفتهم بالعادات والتقاليد بالنسبة للجنوبيين. واشار البروفيسور حميدة الى ان وفد السودان الى الاجتماع السنوي لمركز كارتر، اوضح للاجتماع ضرورة العدالة في توزيع المعونات وفرص التدريب والاعانات الاخرى على مناطق شمال السودان ومناطق جنوب السودان المحتاجة، حتى لا يخلق عدم العدالة في التوزيع منطقة احتراب اخرى.