رغيف مصري جديد من القمح والشعير العاري يصلح للغذاء والعلاج

TT

تمكن فريق بحثي مصري من معهد بحوث تكنولوجيا الاغذية وبرنامج تنمية انتاج الشعير العاري, من الحصول على رغيف خبز بجودة عالية وقيمة غذائية مرتفعة لأول مرة، بعد خلط 20 في المائة من دقيق الشعير العاري مع 80 في المائة من دقيق القمح، ويتمتع بمذاق عال وفوائد غذائية وعلاجية.

ويقول مدير مشروع تنمية الشعير العاري بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية التابع لوزارة الزراعة المصرية الدكتور عبد الفتاح السيد لـ «الشرق الاوسط» ان اللجوء للشعير العاري لسد الفجوة بين انتاج القمح واستهلاكه في مصر يتم بالتعاون بين المعهد والخبرة الفرنسية الرائدة في هذا المجال, وأنه أمكن استنباط 3 أصناف من هذا الشعير تتميز بالمحصول الوفير وشدة تحمل الجفاف والملاءمة مع الأراضي الضعيفة. واشار الى ان هذا الشعير العاري عبارة عن مجموعة من التراكيب الوراثية التي يسهل فصل اغلفة الحبة عنها اثناء عمليات الدراس والتذرية, وهذه التراكيب تتبع العائلة النجيلية وتتمتع بسهولة عملية فصل الاغلفة عن الحبوب وتزيد نسبة تصافي الدقيق الناتج.

ويذكر الباحث المصري ان التجارب العديدة قد أكدت ان خلط دقيق الشعير العاري مع دقيق القمح يعطي خبزا ذا جودة عالية تفوق الخبز الناتج عن خلط دقيق القمح مع الشعير المغطى (العادي) أو الناتج عن دقيق القمح فقط, نظرا للقيمة العلاجية الكبيرة لدقيق الشعير العاري والذي يحتوي على العديد من المركبات الغذائية المهمة مثل الكربوهيدرات والدهون والعناصر المعدنية كما يحتوي على نسبة عالية من البروتين والحمض الاميني اللايسين، وهو حمض لازم لبناء خلايا وانسجة الجسم. كما ترتفع به نسبة الالياف الغذائية اكثر من الشعير المغطى. وأكد ان هذه الالياف تفيد في علاج القولون العصبي وقرحتي المعدة والامعاء وترتفع به ايضا نسبة الالياف الغذائية الذائبة وهي عبارة عن «بيتا غلوكان» ذائب يفيد في خفض نسبة الكوليسترول في الدم، الامر الذي يجعل هذا الخبز علاجا لمرضى تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم علاوة على احتواء الشعير العاري على نسبة عالية من «التوكولات» وهي مركبات مهمة جدا في منع اكسدة الدهون داخل الجسم وتكوين الكوليسترول, وأكد موضحا ان هذه التوكولات توجد في طبقة رقيقة جدا اسفل غطاء حبة الشعير وانه في الشعير المغطى تزال نسبة ضخمة من هذه الطبقة اثناء عملية الفصل الصعبة للاغلفة عن الحبوب ولكن في حالة الشعير العاري الجديد تزال الاغلفة بسهولة وتتبقى الطبقة الرقيقة للتوكولات من دون أي تأثير مما يعني ان الخبز الجديد من القمح والشعير العاري سيكون غذاء وعلاجا في مصر.

ويؤكد الدكتور عبد الفتاح السيد ان هذا الشعير الجديد قوي التحمل للظروف الصعبة بدرجة تفوق أي محصول آخر، حيث يتحمل الملوحة في التربة والمياه وقلة الخصوبة والجفاف. وبدأت زراعته في مصر في 350 الف فدان بالساحل الشمالي الغربي في مصر وحوالي 150 الف فدان في شمال سيناء. ومن المتوقع ان يلعب دورا كبيرا في حل النزاع بين القمح المخصص للاستعمال البشري والبرسيم الحيواني في مصر عن طريق سد الفجوة بهذا الشعير الجديد.