180 مليونا تعاطوا المخدرات في السنوات الأخيرة

الأمم المتحدة متفائلة من استعداد دول العالم لمكافحتها

TT

تعاطى عدد يفوق 180 مليون شخص نوعاً من المخدرات وذلك خلال أواخر التسعينات المنصرمة.

جاء ذلك في تقرير عام 2000 لمنظمة مكافحة الجريمة والمخدرات التابعة للأمم المتحدة، الذي صدر أخيراً بمقر المنظمة بالعاصمة النمساوية فيينا.

ورغم الصورة القاتمة لعالم المخدرات التي تزداد قتامة ان كان بجانبنا من ابتلي بهذه الآفة، فإن التقرير يحاول بث شيء من التفاؤل، خاصة ان كثيراً من حكومات الدول التي تنبت في اراضيها المخدرات قد شمرت عن سواعد الجد للعمل على استبدال اعتماد قسم من مواطنيها على انتاج المخدرات كمصدر دخل اساسي، للاعتماد على وسائل أخرى وذلك بالاضافة لارتفاع عدد الدول المكافحة لعبور المخدرات لاراضيها من 120 دولة عام 1980 ـ 1981 الى 170 دولة عام 1997 ـ 1998.

بدورها رفعت الأمم المتحدة شعار التغيير والتجديد لحل قضية المخدرات والتعامل معها كمشكلة يمكن حلها وليس ميؤوس منها. إذ ان من الممكن هزيمة كل الأطراف المتشابكة التي تزيدها تعقيدا بدءاً من المزارع البسيط الذي يزرعها ليقتات وأسرته منها كمصدر رزق، وصولاً لأعتى المجرمين الذين يعملون في ترحيلها وتسويقها ويغسلون أموالها.

وليتحقق ذلك فالدعوة مرفوعة لتلتقي جميع الأيادي، بدءاً من المنظمات المتخصصة وانتهاءً بالحكومات والأفراد.

تقرير عام 2000 (التقرير يصدر كل عامين) يؤكد ان الانتاج العالمي للمخدرات في تقلص، كما تقلصت الدول المنتجة لتركز انتاج 95% من الأفيون في افغانستان، وانتاج ثلثي نبات الكوكا في كولومبيا الذي منه يستخرج الكوكايين.

اما على صعيد الاستهلاك، فقد أوضحت الولايات المتحدة، وهي الأولى استهلاكاً أن استهلاكها للكوكايين وهو الأكثر انتشاراً، قد قل بنسبة 70% ما بين عامي 1985 و1999، بينما قل استهلاك الأنواع الأخرى من المخدرات بنسبة 40%.

ويؤكد التقرير خطوة أكثر أهمية وهي نجاح استبدال زراعة المخدرات وحلول زراعات بديلة محلها، وذلك بنسبة كبيرة، في كل من بوليفيا وباكستان وتايلاند.

الجدير بالذكر ان الامم المتحدة كانت قد وضعت عام 1998 خطة بشرية للقضاء على انتاج المخدرات عام 2008 ووضح طوال العامين المنصرمين ان الطريق بات ممهداً لتحقيق الهدف.

من جانب آخر فإن المتصفح للتقرير الذي جاء في 172 صفحة لا يجد كثير ذكر لدولنا العربية، وقد أكد مسؤول من المنظمة العالمية لمكافحة المخدرات والجريمة ان مصر ولبنان قد نجحتا لحد كبير في الحد من زراعة الحشيش وتصديره، إلا انه ذكر ان هناك بداية لانتشار انواع أكثر تطوراً من المخدرات مما يتطلب بدوره اللجوء وبالضرورة لاساليب أكثر عصرية لمكافحتها.

من جانب آخر ذكر المسؤولون انهم يتابعون باهتمام بالغ اثار الفتوى التي أصدرتها حكومة طالبان الاسلامية بتحريم زراعة المخدرات. ومعلوم ان افغانستان تنتج حوالي 95% من الانتاج العالمي للأفيون.