مادة ضارة بالبيئة والصحة ترصد في 4 من 6 أنواع من الأقمشة

تركيز عال لمادة «ترايكلوسان» في القمصان الخفيفة وجوارب النساء الطويلة وملابس الاستحمام والرياضة

TT

اندلعت النقاشات مجددا في ألمانيا بين دوائر الصحة واتحاد منتجي الأقمشة بعد نشر دراسة بيئية جديدة تقول بوجود مادة الترايكلوسان Triclosan المثيرة للجدل، والضارة بالبيئة والصحة، في تركيبة نسبة كبيرة من الأقمشة السائدة في السوق.

وجاء في الدراسة التي أعدها معهد الدراسات البيئية في كولون لصالح مجلة «السلام الأخضر»، أن كل 4 من مجموع 6 من انواع الأقمشة أخضعت للفحص المختبري، كانت تحتوي على مادة الترايكلوسان بنسبة تفوق الحد الأعلى المسموح لوجودها. وتصنف مادة «ترايكلوسان» ضمن مركبات الكلور المسببة للحساسية الجلدية عند بعض الناس والتي تصنفها دائرة البيئة الاتحادية ضمن المواد «الضارة بالبيئة».

وأجرى الباحثون من كولون دراستهم على عدد كبير من قمصان الـ«تي شيرت» وجوارب النساء الطويلة وألبسة الاستحمام والألبسة الرياضية. وعموما كانت نسبة تركيز الترايكلوسان في هذه الملابس تزيد عن 500 ملغم في كل كيلوغرام. وعادة تستخدم مادة الترايكلوسان في صناعة الأقمشة الحديثة كمادة تحد من نمو البكتيريا في الملابس ومناطق الجسم الحساسة. كما تستخدمها بعض الشركات كمادة مزيلة لروائح الإبط والتعرق، خصوصا في الملابس الرياضية.

وسبق للمفوضية الصحية الأوروبية أن صنفت الترايكلوسان ضمن مركبات الكلورفينول التي تعرض البيئة للخطر. إلا أن المفوضية التابعة للاتحاد الأوروبي لم تضع حدا أعلى لتركيز المادة في الملابس وتركت الموضوع للسلطات الصحية في بلدان الاتحاد كي تقرر بنفسها. وتسببت هذه الحال في اندلاع جدل علمي طويل حول الحد الأعلى المسموح به من المادة في الملابس. ويختلف علماء البيئة الألمان حول «شدة» ضرر المادة على الإنسان، لكنهم لا يختلفون حول ضررها على البيئة. إذ من يتوقع أن تتسرب المادة إلى المجاري ومن ثم إلى دورة المياه الطبيعية من خلال غسل الملابس. ومادة الترايكلوسان ذائبة في الماء ومن الممكن أن تتسرب بسهولة إلى المياه الجوفية.

ويتفق علماء البيئة الألمان على التعامل مع 400 ملغم/ كيلوغرام من ترايكلوسان كتركيز «بالغ» إلا أنهم لم يضعوا حدا أعلى أمام شركات إنتاج الملابس بعد. وكتب الدكتور اوفة فولينا، رئيس الأطباء في عيادة الأمراض الجلدية في دريسدن(شرق)، في مجلة «السلام الأخضر» تعليقا على الدراسة قال فيه إن تقليل عدد البكتيريا الموجودة على جلد الإنسان السليم ليس بأهمية كبيرة». وهذا يعني أن من الممكن التخلي عنها من قبل منتجي الأنسجة الذي يخاطبون ببضائعهم غالبية الناس الأصحاء.

واتفق «المعهد الاتحادي لتقدير المخاطر» ببرلين مع تقديرات الدراسة حول وجود الترايكلوسان في الملابس. وذكر المتحدث الرسمي باسم معهد فولغانغ لينك أن نشر الملابس في الشمس وتهويتها يكفي لتخليصها من الروائح والبكتيريا غير الضارة التي تعيش على الجلد. وأكد لينك أن الاتحاد سيعقد جلسة «استماع» مع اتحاد صناعة الأنسجة للتعرف على مدى فائدة استخدام هذه المادة الضارة بالبيئة في انتاج الملابس.