التصحر يهدد 3.75 مليون فدان من المراعي الطبيعية في الساحل الشمالي المصري

TT

كشفت دراسة بيئية مصرية ان التصحر يهدد 3.75 مليون فدان من أراضي الساحل الشمالي الممتد من الاسكندرية حتى الحدود الليبية غربا بطول يصل الى 500 كيلو متر وعمق 20 كيلومترا من ساحل البحر الابيض المتوسط.

ويقول الدكتور ابراهيم حميدة رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق التابع لوزارة الزراعة المصرية لـ«الشرق الاوسط», ان هذه المساحة الضخمة تمثل كافة المراعي بالساحل الغربي لمصر. وقد أثبتت الدراسة ان الوضع الحالي لهذه المناطق الرعوية يظهر عليها التدهور الشديد مع تناقص الغطاء النباتي وفقدان الكثير من التنوع البيولوجي.

واشار حميدة الى ان السبب في ذلك يرجع الى عدة عوامل بعضها يتصل بالنشاط البشري والبعض الآخر للعوامل الطبيعية, حيث تعاني هذه المناطق من عملية الرعي الجائر تحقيقا لأغراض تجارية تهدف الى تسويق أكبر كمية من الأغنام الى بعض البلاد العربية وخصوصا ليبيا والسعودية, بجانب التسويق المحلي الأمر الذي يؤدي الى المزيد من تفكك التربة وتجريفها.

ويذكر الباحث المصري ان الاحصاءات التي قام بها الفريق البحثي كشفت ان التدهور الذي حدث في هذه المراعي نتج عنه تناقص في انتاجية اللحوم وصل الى 50 بالمائة و40 بالمائة في انتاج الألبان و25 بالمائة في الصوف، مؤكدا انه الى جانب هذا التدهور في الغطاء النباتي فإن عادات وتجارب سكان الساحل الشمالي الغربي في مصر تعد سببا في احداث المزيد من هذا التدهور لأن توسعهم في زراعات الشعير وبعض أشجار الفاكهة المقاومة للجفاف مثل التين والزيتون على مياه الأمطار قد رفع درجة طموحهم لإزالة المراعي الطبيعية وحرث الأرض لزراعة مساحات شاسعة بالقمح, الأمر الذي تسبب في المزيد من تفكك التربة مما يضعها على سلم التصحر مستقبلا.

واوضح ان المنتجات الرئيسية لهذه المناطق هي الضأن والحطب والتين والزيتون وزيت الزيتون، ولذلك فإن التدهور الحادث في هذه المناطق يعجل بتعطلها اقتصاديا في المستقبل القريب لان هذه المناطق تتعرض للحركة الديناميكية الناتجة عن فعل الرياح السائدة والمياه السطحية الجارية الى جانب دخول المكننة الزراعية وعمليات الحرث العميق التي نشطت حركة التربة تبعا لنشاط تفككها. وأن تأثير هذه العوامل يتزايد بشدة في مناطق الهطول المطري الشديد والجريان السطحي العنيف. وأكد ان الاندفاع نحو تشييد المزيد من المنتجعات الساحلية والقرى السياحية بالساحل الشمالي عموما في مصر له مردود سلبي على التنوع البيولوجي للنباتات والنشاط الاجتماعي والاقتصادي للسكان وذلك نتيجة إهمال وإزالة مناطق زراعات تقليدية من التين والزيتون والمراعي الطبيعية والتحول الى مهن أخرى تخدم هذه النشاطات الجديدة التي أضافتها المنتجعات الساحلية والقرى السياحية.