مؤتمر دولي حول الأكزيما في برلين: نجاح كبير لمرهم «اليديل1%» وأبحاث على فأر مهندس بجلد إنسان

المرهم خال من الكورتيزون وهو الأكثر فاعلية ضد أكزيما الوجه والجفنين وكيس الصفن والإبطين * الأكزيما تصيب نحو 12 في المائة من سكان الكرة الأرضية * المرهم يوضع على كافة مناطق الجسم ويؤدي استعماله إلى إيقاف اضطرابات النوم والحكة

TT

شاركت مجموعة من أبرز اساتذة الطب في مجال الأمراض الجلدية من مختلف بلدان العالم، في تقديم أحدث المعلومات المستمدة من الدراسات الدولية حول مرض الاكزيما. وأشاد معظم الأطباء الدوليين والعرب الذين حضروا المهرجان بالمعطيات الجديدة التي قدمت، واعتبروا المؤتمر الذي رعته «نوفارتيس» من أنجح المؤتمرات الدولية حول هذا المرض الذي يصيب نحو 12% من سكان الأرض.

وناقش 280 مشاركا من 36 دولة المحاضرات التي قدمت طوال يومين بداية هذا الاسبوع واستعرضوا آخر نتائج تجاربهم باستخدام عقار اليديل1% الذي نزل إلى الاسواق العالمية منذ عامين، واصبح البديل الجديد لمجموعة الكورتيكوستيرويد بعد نحو 60 سنة من انفرادها بعلاج الاكزيما. وإذا كان جميع الأطباء يرون في المرهم الذي طورته «نوفارتيس» علاجا خاليا من الأعراض الجانبية تقريبا، فانهم يتفقون أيضا على أن عصر الكورتيزون لم ينته بعد وأن اليديل1% يبقى تكميليا في معالجة الاكزيما المزمنة.

* فأر بشري

* تحدث البروفيسور جورج شتانغل، رئيس قسم الأمراض الجلدية في جامعة فيينا، عن استراتيجية جديدة لمعالجة الاكزيما باستخدام «جسم مضاد جديد» تم أخذه من المصابين بالاكزيما ويحمل اسمrhaMabot25. ويعمل هذا الجسم المضاد على مقارعة بروتينات الجسم المسببة للحساسية وبالتالي يوقف تقدم الحالة. وقد أجريت دراسة جديدة في فيينا باستخدام هذا الجسم المضاد دامت 16 اسبوعا وتحسنت خلالها حالة كافة المرضى، عدا اثنين، بالمقارنة مع مجموعة تلقت العلاج الوهمي «البلاسيبو». وللتحقق من تأثير المضاد الجديد على الإنسان وليس على الفئران فقط ، إذ أن هناك اختلافا كبيرا بين تركيبة بشرة الاثنين، فقد عمد الباحثون في فيينا، إلى هندسة فأر جديد ببشرة تقترب كثيرا من تركيبة بشرة الإنسان.

ولاحظ البروفيسور جان هيليير سورا من جامعة جنيف في سويسرا أن الخوف من استخدام الكورتيكوستيرويد، وخصوصا عند الأطفال، قد تفوق على استخدام هذا العلاج الهام في عالم أمراض المناعة الذاتية. وعزا ساورا الحالة إلى سببين : مبالغة الأهل والصحافة الصحية بمضاعفات الكورتيكوستيرويد، واستخفاف الأطباء بهذه المضاعفات، وخصوصا عند الاستخدام البعيد المدى للعقار.

واشاد ساورا بنجاح الأدوية المحتوية على كابحات «كالسينيورين» في معالجة الاكزيما، وهو انزيم يؤدي إلى ظهور البروتينات المسببة للمرض. لكنه اشار إلى أن كافة الدراسات الحالية تثبت أن هذه الطريقة تعالج أعراض الاكزيما لكنها لا توقف المؤثرات الخارجية المسببة لها مثل الطعام والهواء والوضع النفسي.

وأيد البروفيسور مايكل كورك من جامعة شيفيلد المحاضر، الذي سبقه بأن اكثر نواقص العلاج بالكورتيزون هو عدم امكانية استخدامه على الوجه والمناطق الحساسة مثل الجفون وكيس الصفن. وتحدث كورك عن دراسة أجراها على مصابين بالاكزيما تكشف بان الاستخدام الطويل للكورتيكوستيرويد يحفز انزيمات تضعف «الحاجز» الجلدي، ويقلل سمك طبقة الجلد ويضعف قدراته على منع العوامل الخارجية المهيجة من التسلل إلى المنطقة المصابة.

* علاج بديل

* وتعامل العديد من الأطباء مع اليديل1% كعقار عمره 8 سنوات رغم نزوله القريب إلى الأسواق، إذ بدأت الدراسات السريرية حول فعاليته وأعراضه الجانبية قبل 8 سنوات وثبت خلال كل هذه الفترة أنه لا يسبب أية أعراض جانبية خطيرة. وقالت البروفيسورة تيري كان من جامعة كليفلاند الاميركية، والمبتلية بأربعة أطفال يعانون من الاكزيما، إن استخدام العقار طوال سنة عند الأطفال اوقف تقدم الحالة وحرر الأطفال من ظواهر اضطراب النوم والحكة وانخفاض النشاط الدراسي. وقد تم استخدامه في كافة مناطق الجسم وفي كافة الأوقات وثبتت فعاليته في إزالة الآثار الجلدية وتقليل عدد النوبات وخصوصا في الحالات الخفيفة والمتوسطة الشدة. أما في الحالات الشديدة، فقد نجح العقار أيضا ولكن بعد فترة قصيرة من العلاج بالكورتيزون. وظهر التحسن عموما بعد 8 أيام فقط من العلاج و باستخدام المرهم مرتين في اليوم. وكان العقار فعالا في العلاج «الاجهاضي» لنوبات تهيج الاكزيما وخلص75% من الأطفال بعد 6 أشهر من المرض، لكنه لم يشفهم تماما منه بالطبع. واتضح أيضا أن اليديل1% كفى 64% من الأطفال ضرورة استخدام الكورتيكوستيرويد.

عدا عن هذا فأن اليديل1% عرقل التطور الطبيعي للحالات من خفيفة إلى مزمنة، حسب خبرة ميشائيل مويرر من جامعة دريسدن. واستخدم مويرر العلاج عند البالغين وأكد أن تأثيره يظهر واضحا بعد 8 ايام. وتستقر الحالة بعد 22 يوما من الاستخدام اليومي للعقار ( لمرتين ) ثم تتباعد نوبات التهيج كثيرا. والمهم جدا هو أن اليديل كان اكثر فعالية ضد اكزيما الوجه والجفنين وكيس الصفن والابطين من فعاليته في المناطق الأخرى.كما تثبت الدراسات الجديدة إمكانية استخدام المرهم على الأنسجة المخاطية أيضا دون أن تزداد نسبة تركيزه في الدم.

البروفيسور روجر الين من كوينز ميديكال سنتر في نوتنغهام تحدث عن حالات الأعراض الجانبية والمضاعفات التي رصدت بعد أن استخدم 5 ملايين إنسان مرهم اليديل1%. وأجرى الين دراسة شملت 11 الف مريض بينهم 226 طفلا و 142 رضيعا يعانون من الاكزيما. والعقار لا يسبب قلة سمك الجلد كما يفعل الكورتيزون ، ولا تأثير سلبي له على الخلايا الدهنية والأوعية الدموية في البشرة، ويخترق الجلد وصولا إلى الخلايا المصابة أفضل من الكورتيكوستيرويد.

الأهم من ذلك أنه لم يتسلل إلى الدم إلا بنسبة لا أهمية لها ، ولا يتركز ولا يؤثر في أعضاء الجسم الحيوية مثل الكبد والكليتين ، ولايزداد تركيزه في الدم بتكرر الاستعمال وزيادة المساحة السطحية التي يتم علاجها. وقد تم استخدامه لدى أطفال يعانون من أمراض التهابية مثل الحصبة والنكاف وجدري الدجاج، وتبين من ذلك عدم وجود تأثيرات ضارة أو أعراض أخرى تظهر بتأثير المرض.

ولم تسجل حتى الآن اية إصابة بسرطان الجلد جراء العلاج باليديل1%، ولا حالات تنبئ بتغيرات أولية قد تؤدي إلى السرطان. وسجلت حتى الآن حالات من " الحرقة " البسيطة لا تدوم اكثر من 30 دقيقة و 25 حاله احمرار الوجه " روزيشيا " بعد تناول الكحول.