مجس فضائي بتصميم علمي فريد للتحقق من نظرية آينشتاين النسبية

TT

رغم ان العلماء لا يطلقون اوصافا مثل «جميل» و«أنيق» و«فنّي» على تصاميمهم واجهزتهم المطورة, فان «مجس الجاذبية بي» الذي انطلق في 20 من شهر ابريل (نيسان) الماضي لاختبار نظرية اينشتاين النسبية, يمكن اعتباره متميزا فعلا.

ويتجسد جمال تصميم المجس الاميركي في قدرته على خلق «جيب من الكمال التام» في عالم من الفوضى, كما يقول باحثو مركز مارشال للطيران الفضائي الذين طوروا تقنياته. ويهدف المجس الى رصد أي «انبعاج» طفيف في الزمان/المكان (الزمكان) حول كوكب الأرض, وهو «الأعوجاج» الحاصل بسبب جاذبيتها التي تشوه, وفقا لنظرية اينشتاين, النسيج المكاني والزماني.

وتفترض نظرية اينشتاين العامة ان تقوم الارض, اثناء دورانها, بتشويه الفضاء المحيط بها مكوّنة «قُمعا» خفيفا في نسيج الزمان/المكان حولها, مما يؤدي الى سحبها للإطار (أو الهيكل) المجاور لها في ظاهرة تسمى «سحب الإطار». ولم يتحقق العلماء الذين يؤمنون بهذه الفرضية, منها حتى الآن, بسبب صعوبة توفر التقنيات اللازمة لرصد هذه الظاهرة.

وهنا يدخل «مجس الجاذبية بي» الحلبة لتنفيذ فكرة بسيطة هي دراسة حركة جيروسكوب في مدار حول الارض, يتجه محور دورانه دوما نحو نجمة في السماء. وهذه النجمة هي نقطة مرجعية ثابتة. ومع تحرر الجيروسكوب من أي قوة خارجية, نتيجة وجوده في الفضاء, فان محوره سيظل متجها دوما نحو النجمة. ولكن, إن حدث وأن كان المحيط الذي يدور فيه الجيروسكوب قد تشوه أو «إنبعج» بفعل جاذبية الأرض وفقا لما افترضه اينشتاين, فإن انجاه محور الجيروسيكوب سيتغير بشكل طفيف مع الزمن. وبقياس انزياح المحور عن اتجاهه الدائم نحو موقع النجمة, سوف يتمكن العلماء من قياس التأثيرات التي طرحتها فرضية أنشتاين. ويتوقع, وفقا للحسابات العلمية, ان يزاح محور الجيروسكوب بزاوية 0.042 أرك ثانية خلال عام من التجربة (الأرك ثانية هي زاوية تبلغ 1 من 3600 من الدرجة).