في ابحاث منفصلة عرضت نتائجها امام مؤتمر لجمعية المسالك البولية الاميركية في سان فرانسيسكو، شكك باحثون بجدوى وسلامة اقتناء بعض انواع الاعشاب «المقوية للجنس»، فيما اشار آخرون الى دور الفياغرا المهم في استعادة القوة الجنسية لبعض الرجال الذين خضعوا لجراحة في البروستاتا.
وقال باحثون الاثنين الماضي ان فياغرا «الاعشاب» وغيرها مما يطلق عليه اسم البدائل الطبيعية لعلاج العنة التي تنتشر اعلاناتها عبر الانترنت والمجلات، غالبا ما تحتوي على عقاقير حقيقية ويمكن ان تودي بحياة من يستخدمونها. واضافوا ان تدفق رسائل البريد الالكتروني غير المرغوب فيه الذي يروج لبدائل لعقاقير علاج ضعف الانتصاب يعد مؤشرا على شعبية هذه المنتجات. لكن الباحثين اقترحوا قيام الحكومات بفرض رقابة اشد وتنظيم افضل لتداول هذه المقويات. وقال نيل فليشنر الطبيب بمستشفى الاميرة مارغريت في تورنتو بكندا «يجري تسويق هذه المنتجات على انها آمنة وطبيعية. من الممكن ان تكون قد حدثت وفيات او انها قد تحدث». واشترى فليشنر وزملاؤه سبعة أنواع من منتجات «الاعشاب» هذه للتعرف على محتوياتها.
واكتشفوا ان اثنين منها يحتويان على مستويات هامة من عقاقير لا تصرف الا بموجب وصفة طبية مثل الفياغرا الذي تنتجه شركة «فايزر» و«سيلياس» من انتاج شركة «ايلي ليلي» وقدم فريق فليشنر نتائج دراسته الى مؤتمر الجمعية الاميركية للمسالك البولية في سان فرانسيسكو.
وتؤثر عقاقير معالجة ضعف الانتصاب على تدفق الدم ويمكن ان تكون مميتة في حالة تناولها مع عقاقير معينة لمعالجة أمراض القلب حيث تحتوي على النيترات. وتسمح القوانين المعمول بها حاليا بالاعلان عن المقويات التي لا يحتاج الحصول عليها الى وصفات طبية ما دامت لا تزعم وجود فوائد صحية محددة كتخفيض مستويات الكوليسترول. ومع ذلك فان ادارة الاغذية والعقاقير الاميركية تبادر بالتحرك لمنع تسويق منتجات تحتوي على ادوية لا تصرف الا بموجب وصفات طبية.
ومن جهة اخرى قال باحثون ان عقاقير علاج العنة قد تقدم مساعدة طويلة الامد لبعض الرجال الذين خضعوا لجراحة في البروستاتا او فقدوا قدرتهم الجنسية. ووجدت دراسة اميركية ان 30 في المائة من رجال استأصلوا البروستاتا استعادوا قدرتهم على الانتصاب دون عقاقير بعد استخدام الفياغرا لمدة تسعة اشهر. واكتشفت دراسة المانية أجريت على رجال تناولوا العقار كل ليلة لمدة عام ان 58 في المائة استعادوا قدرتهم الكاملة على الجماع.
وقال الدكتور لورانس ليفين المتخصص في أمراض الجهاز البولي التناسلي بالمركز الطبي لجامعة راش بشيكاغو الذي قاد فريق الدراسة في بيان «يشير بحثنا الى ان استعادة القدرة على الانتصاب بصورة دائمة وطويلة الامد أمر ممكن». ودرس فريق ليفين مرضى سرطان البروستاتا الذين خضعوا لجراحة تسمى استئصال البروستاتا كلها بجراحة أسفل البطن.
وابلغ الفريق اجتماع جمعية امراض الجهاز البولي التناسلي الاميركية في سان فرانسيسكو، ان أكثر من 90 في المائة من الرجال الذين اجروا الجراحة عانوا من توقف القدرة على الانتصاب بعدها. واضاف ليفين ان ذلك قد يرتبط بالانتصاب الليلي الذي يحدث للرجال بصورة طبيعية كل ليلة. وما من احد يفهم السبب، لكن يبدو انه تدريب للقضيب يسبب ذلك، في حالة حدوث اي خلل به ، فقدان القدرة على الانتصاب. واوضح ليفين ان العملية قد تحدث خللا في التدريب الليلي المنتظم. وتناول الفياغرا او عقاقير مشابهه قد يستعيده. وراقب فريق ليفين 54 رجلا لمدة 36 اسبوعا. وكانوا يخضعون لاختبارات الانتصاب الليلي باستخدام جهاز مصمم خصيصا لهذا الغرض. وبعد تسعة اشهر عادت القدرة التلقائية على الانتصاب لدى 29 في المائة من المرضى الذين يعالجون بالفياغرا.
وفي البحث الثاني درس فرانك سومر وزملاؤه في المركز الطبي الجامعي في كولونيا بالمانيا 76 مريضا يعانون من عدم القدرة على الانتصاب لاكثر من ستة شهور. ووجد الباحثون ان 58.8 في المائة من المرضى الذين تعاطوا الفياغرا كل ليلة لمدة عام استعادوا القدرة الجنسية كاملة مقابل 9.7 في المائة من الذين استخدموها فقط عند الحاجة. وابلغ الباحثون الاجتماع «بعد عام واحد فقط يمكن ان يؤدي استخدام الفياغرا بانتظام وقت النوم الى تراجع خلل الانتصاب او قد تكون اداة مفيدة في علاج عدم القدرة على الانتصاب».