من ردم النفايات الى متنفس أخضر للقاهرة القديمة

حديقة الأزهر الجديدة مشروع باهر لإبراز المعالم التاريخية صممت بنظام متقدم للسقي

TT

عندما كانت موزة جودة تنظر من شباك نافذة بيتها الصغير في احدى مناطق القاهرة القديمة, فانها كانت تصدم بمنظر تلال من التراب والاوساخ. أما الآن فهي تمتع ناظريها بالزهور والحشائش الخضراء والاشجار.

وتعيش هذه الأم لاربعة اولاد قرب حديقة الأزهر التي ظلت موقعا لردم النفايات على مدى عشرات السنين في قلب القاهرة التاريخية القديمة. ويأمل المهندسون ان تتحول الحديقة التي ستفتتح خلال اسابيع الى متنفس أخضر للمدينة العملاقة المكتظة التي يقطنها 17 مليون ساكن. كما يأملون في ان تحيي الحديقة المنطقة التي تتسم بمعالمها الاسلامية العريقة بأكملها.

ويقول امين احمد مسؤول الاعلام لدى مؤسسة آغا خان الثقافية, وهي مؤسسة خاصة تعنى باحياء المجتمعات الاسلامية, ان «هناك حاجة الى نموذج لاحياء المدينة التاريخية المهملة, بحيث يمكن تحسين حياة الناس القاطنين فيها». ورغم حاجة مختلف مناطق العالم الى مشاريع مماثلة لخلق مثل مساحات خضراء, فان بعض المدن الكبرى فقط تمكنت من جني فوائدها, اذ احيت الحدائق مناطق متردية في اتلنتا ومونتريال واثينا ومانشستر, لانها ساعدت على اعمار المساكن وفتح مكاتب العمال وشجعت السياحة.

وتقول سوزان ووتشر الباحثة في معهد البحوث الحضرية بجامعة بنسلفانيا ان «خلق الحدائق يزيد بشكل ملموس من الطلب على اراضي المناطق المجاورة له مما يؤثر ايجابيا على مستوى معيشة السكان».

وقد بدأت اعمال انشاء حديقة الازهر عام 1997, وقد صممت لتعكس الملامح الاسلامية للمنطقة. وتشتمل الحديقة التي تمتد على 74 أكرة (الأكرة حوالي 4 الاف متر مربع) وتبلغ كلفة انشائها 30 مليون دولار رواق من اشجار الحمضيات وصفوف من النخيل وشلالات للمياه. وعبد ممر الحديقة الطويل للمشاة بالمرمر, ويرى منه الناظر قلعة القاهرة وجامع محمد علي الواقعين على التل المقابل. كما تضم الحديقة ساحة للعب الاطفال وساحات رياضية ومسرحا دائريا ومطعما اسلاميا.

وكانت النفايات تردم في المنطقة على مدى 500 عام , ولذلك استلزم الامر استخدام شاحنات لنقلها في 80 الف شحنة! وقد اكتشف قربها سور بطول كيلومتر ونصف تقريبا, يعود الى القرن الثاني عشر في العهد الايوبي, يجري ترميمه حاليا.

وقد طور المصممون سلسلة متكاملة من ثلاثة خزانات للمياه لسقي الحديقة بواسطة نظام متقدم يتم التحكم فيه مركزيا. كما نفذت ضمن مشروع حديقة الازهر مشاريع لترميم النصب التاريخية لمنطقة درب الأحمر السكنية القريبة منه وبرامج اجتماعية لمساعدة السكان القاطنين قربها. ويقول المراقبون للمشروع انه يبدو ممتازا, اذ يعلق بيتر هارنيك مدير مشروع الارض العمومية وهي مؤسسة غير ربحية متخصصة بحماية البيئة في واشنطن, ان «الحديقة تبدو وكأنها مشروع لحديقة ضخمة بارزة متميزة في العالم... ورغم انها تمتد على مساحة لا تصل الى عشر مساحة الحديقة المركزية (سنترال بارك) في نيويورك, فان حجم ااستصلاح الارض باهر».

*خدمة لوس انجليس تايمز