مشاريع مطورة لتوليد الطاقة الكهربائية من المد والجزر

تربينات مروحية تشدّ إلى قاع البحر بسلاسل تمنحها حرية الحركة تحت الماء بكافة الاتجاهات

TT

في معرض برنامجه لانتاج الطاقة البديلة والنظيفة من حركة مياه البحر, تبنى الاتحاد الأوروبي مشروعا جديدا لانتاج الكهرباء من حركة المد والجزر في ألمانيا, بعد أن كان قد مول عدة مشاريع أخرى في اسكوتلندا والدنمارك لانتاج الطاقة من التيارات البحرية العميقة وحركة الأمواج. وتهدف المشاريع، التي تختلف من ناحية التقنية والطاقة الانتاجية، إلى رفع حصة الطاقة المنتتجة من مياه البحار والمحيطات لتغطي 12% من حاجة اوروبا بحلول عام 2012.

وتتولى شركة «SMD هايدروفيشن» تنفيذ مشروعها الجديد في ألمانيا لانتاج الطاقة من ظاهرة المد والجزر, من خلال تجربته في حوض كبير يمثل عشر الحجم الحقيقي للتربينات. ويتألف نظام انتاج الطاقة من المد والجزر، والذي يحمل اسم «تايد ـ ايل سيستيم» Tid - El System، من تربينات مرنة ذات مراوح هائلة تنتج كل منها الطاقة بقدرة 500 كيلوواط/ساعة. وعكس النماذج الأخرى الطافية على سطح البحر أو الغاطسة في أعماقه، يتألف النظام المذكور من تربينات مروحية يجري شدها إلى قاع البحر بسلاسل قوية تمنحها حرية الحركة تحت سطح الماء بكافة الاتجاهات.

وزود تقنيو الشركة التربينات بحجرات هوائية، في نظام يشبه نظام الغواصات، تؤهلهم من خلال ملئها وتفريغها من الهواء، من التحكم بارتفاعها واتجاهها. والمهم أن مثل هذا التحكم يتيح للعلماء توجيه المراوح كي تواجه حركة الماء خلال المد والجزر وبالتالي انتاج الطاقة طوال 24 ساعة. وهذا يعني أن كفاءة انتاج التربينات لن تتأثر بحركة التيارات المختلفة الاتجاهات ويجعلها تقف بشكل نموذجي ضد اتجاه مياه المد أو الجزر. وترتبط كل تربينة مع الاخرى القريبة منها بواسطة السلاسل لتشكل شبكة كاملة من مستقبلات المد والجزر، تنتج الكهرباء من حركة الماء، وتنقلها عبر الكابلات إلى سطح الماء. وتتألف كل وحدة من تربينة طولها ثلاثة أمتار مزودة بمروحة طول ريشتها 15 مترا. وتخطط شركة SMD هايدروفيشن لنصب ما بين 30 و 100 شبكة تمتد في «حديقة بحرية لانتاج الطاقة» على ساحل بحر الشمال وتنتج الطاقة بقدرة 100 ميغاواط.

وتقول مصادر الشركة إن الوحدات صغيرة وخفيفة لا تتطلب أجهزة وبواخر ضخمة لنقلها ونصبها، ولا تتطلب دق أساسات في القاع، ثم إن من الممكن رفعها إلى السطح إلكترونيا بواسطة جهاز للتحكم عن بعد يتيح تنظيفها وصيانتها بين فترة وأخرى. ثم إنها لا تؤثر في التيارات البحرية ولا على البيئة البحرية القريبة منها.

على صعيد البرامج الأوربية لانتاج الطاقة من حركة مياه البحر بدأت على سواحل ويلز واسكوتلندا والبرتغال، وقبلها الدنمارك، مشاريع اخرى لانتاج طاقة تسد حاجة 20 مليون وحدة سكنية. وذكرت الباحثة البرتغالية تيريزا بونتيس من مركز «انيتي» للأبحاث في ليشبونة أن من الممكن تحويل سواحل بحر الشمال وبحر البلطيق إلى شبكة من وحدات انتاج الكهرباء تكفي لانتاج نحو 200 ألف غيغاواط. وللمقارنة فإن كل مفاعلات ألمانيا المختلفة تنتج مجتمعة نحو 100 غيغاواط سنويا.

وسيبدأ على ساحل ميلفورد في ويلز عام 2006 العمل بمشروع جديد تشغله وحدة تربينية يبلغ طول مراوحها المفتوحة 150 مترا. وينتظر أن ينتج المشروع الكهرباء من أمواج البحر بطاقة 7 ميغاواط، أي ما يسد حاجة 5000 وحدة سكنية قريبة من الكهرباء.

وانتهت قبل أسابيع أعمال نصب نظام آخر اسمه «وحش الهديروليك» ويتألف من تربينة اسطوانية طولها 120 مترا وقطرها ثلاثة أمتار. وزودت الشركة المصنعة «اوشن باور ديليفري» التربينة بأجهزة هيدروليكية لاستقبال موجات البحر وتسليطها على المراوح الداخلية بضغط عال. وينتظر أن تنتج المحطة الكهرباء بطاقة 75 كيلوواط/ ساعة.

وحسب مصادر الباحث هانز كريستيان سورنسون فإن محطة «تنين الأمواج» Wave Dragon على ساحل فيورد الدنماركية قرب نيسوم, تنتج الطاقة من دون توقف منذ 12 شهرا رغم العواصف وتقلب المناخ. والمشروع يجمع الكهرباء من موج البحر ولا علاقة له بحركة المد والجزر. ويتألف من مراوح طول الواحدة منها 30 مترا، وتتدلى في مياه البحر منصة عائمة.

وتجمع المحطة الكهرباء من مياه حجمها 8000 متر مكعب وتتألف من 20 تربينة تنتج الكهرباء بطاقة 20 غيغاواط/ ساعة من أمواج تتكرر كل عشر ثوان ولا تنقطع إلا خلال 20% من ساعات اليوم. وذكر سورنسون أن سعر انتاج الوحدة حاليا يتراوح بين 7 و10 سنتات وأن الهدف هو خفض هذه الكلفة إلى 4 سنتات من خلال رفع عدد التربينات إلى 50 وحدة.

وإضافة إلى هذه المشاريع الجديدة هناك نحو 100 مشروع أوروبي مماثل على سواحل فرنسا وبريطانيا والبرتغال واسبانيا تقدر طاقتها الاجمالية بـ 12 ألف ميغاواط, منها مشروع فرنسي يستخدم 24 تربينة اسطوانية في الحصول على الكهرباء من نهر برانس بعد أن تم حصر مياه النهر بسد, ومنها مشروع في بريستول قبالة كورنوول يستخدم المراوح لانتاج الكهرباء من التيارات البحرية السفلى ولا علاقة له بظاهرة المد والجزر.