أذرع بيونية يستطيع الإنسان تحريكها واستخدامها بالتفكير الدماغي مجهزة بأدوات استشعار حساسة للحرارة واللمس والقدرة على القبض

بعض المصابين ببتر الأطراف يفضلون العيش من دون أذرع صناعية متطورة ويفضلون عليها الأذرع والأيدي البسيطة ذات الفعالية المحدودة بسبب سهولتها

TT

يعول العالم اليوم اكثر فاكثر على الاطراف الصناعية بعد التطور الكبير الذي مرت به، خاصة بالنسبة الى ضحايا الحروب والالغام الذين يزداد عددهم باطراد وتعود قصة الاطراف الآلية او الصناعية، الى القرن الخامس قبل الميلاد عندما قطع احد ابطال الحرب ساقه لكي يهرب من سلاسل السجن. وعندما دقق الناس في تلك القصة وجدوا انه كان يستخدم طرفا خشبيا. التصميم الحقيقي للاطراف الصناعية بدأ في عام 1529 عندما صمم احد الجراحين قدما صناعية لمساعدة المحاربين الذين فقدوا اقدامهم خلال الحروب. وقد تطورت هذه التكنولوجيا بشكل هائل في السنوات الاخيرة من القدم الخشبية التي يعود تاريخها الى اكثر من ألفي سنة الى اطراف بيونية تعمل على تلك التقنيات الالكترونية بعدما زودت باجهزة استشعار حساسة للحرارة واللمس.

كذلك يمكن وصلها بالجهاز العصبي مباشرة، حيث يستطيع الانسان تحريكها بواسطة التفكير فقط. وتستطيع هذه الذراع تزويد الانسان بعناصر حس طبيعية، خاصة اللمس والحرارة وقوة القبضة. ويتوقع العلماء ان تصبح اليد البيونية الجديدة متوفرة في مجال الاستخدامات الطبية بعد خمس سنوات من الآن. وقال العالم رونالد ريزو احد المهندسين الطبيين في الفريق الدولي وأحد الذين يساهمون في بناء هذه الذراع إن التجارب المبدئية على اليد الجديدة بدأت بشكل فعلي. ويشارك في مشروع بناء اليد البيونية مجموعة من العلماء الدوليين معظمهم من اوروبا واميركا واليابان.

والايدي البيونية المتوفرة حتى الآن تعمل على الاشارات الكهربائية العضلية التي تصدرها عضلات الذراع الموصلة مع الاطراف الصناعية، لكن هذه الايدي ليست بالمستوى الذي يتوقعه المرضى تماما، فالبطارية يجب ان تشحن يوميا وشكل الذراع ليس طبيعيا وثقيلة، لذلك فان نصف المرضى لا يستخدمون هذه الايدي ويفضلون العيش من دونها او ارتداء ايد بسيطة ذات فعالية محدودة، لكنها اسهل على صعيد الاستخدام ولا تحتاج الى عملية شحن كهربائية.

تدعى اليد الجديدة "سيبر هاند" وهي مصممة بتقنيات عالية لان لكل اصبع جهازا خاصا به مع دورة كهربائية منفصلة اضافية، ونظاما الكترونيا منفصلا يسمح للمريض باستخدام كل اصبع بشكل منفرد، اضافة الى ذلك فان لكل اصبع جهازا حركيا خاصا به ومجموعة من المفاصل الدقيقة الشبيهة بالمفاصل الطبيعية. وذكر الباحث سانت انا احد العلماء الايطاليين المشاركين بهذا المشروع ان اليد الجديدة سوف تساعد مستخدميها على انجاز اعمال دقيقة مثل استخدام المقص والخياطة.

التحدي الكبير في مشروع انجاز هذه اليد البيونية هو انتاج اجهزة الكترونية دقيقة وادوات حركية بحجم صغير جدا لا تأخذ اكثر من حجم اليد الاصلية، اضافة الى ذلك يجب الا تكون اليد بثقل يزيد عن 600 غرام، وهذا الوزن شبيه بالوزن الطبيعي لليد الحقيقية. اضافة الى ذلك يبحث العلماء عن طرق حديثة لتحديث الجهاز الالكتروني لهذه اليد ووصلها بالجهاز العصبي للانسان، مثل اعصاب الذراع، وهي ثلاثة اعصاب رئيسية: العصب الناصف او المتوسط والعصب الزندي والعصب الكعبري.

عملية الوصل هذه سوف تلعب دورا بارزا في انتاج نظام تداخلي جديد بين الانسان والآلة، ونجاح هذا التداخل سوف يساعد على انتاج تقنية جديدة من اجل وصل الاعصاب بالاطراف المشلولة واعادة الحركة للذين تعرضوا للشلل في الاطراف السفلية. والاهم من ذلك هي الاعصاب الحسية التي تعطي الانسان معلومات بالطريق الراجع، اي يمكن ان ترشد اليد الجديدة الدماغ الى موقع الاشياء عن طريق حاسة اللمس.

كذلك يمكن ان تحذر اليد من خطورة السوائل من خلال معرفة درجة حرارتها، وذلك على غرار اليد الطبيعية وهذا النظام غير موجود في الاجهزة البيونية المتوفرة حاليا. وقد اشارت ابحاث جامعة ديوك الاميركية على الحيوانات الى انه يمكن وصل بعض الاقطاب الكهربائية الى الدماغ مباشرة لتلعب دورا في توجيه حركة الاطراف البيونية.

وإنتاج ذراع بيونية مثالية، هو الطريق الصحيح لانتاج انسان بيوني متكامل، خاصة بعد التطورات التي حدثت في مجال ابحاث العين البيونية، وبعض الاعضاء الميكانيكية الاخرى.