منظومة تقنية لتنشيط ودعم الاختراعات والابتكارات في المنطقة العربية

TT

بدأت مصر اتخاذ خطوات عملية نحو وضع منظومة تقنية لتنشيط ودعم الاختراعات والابتكارات في الوطن العربي من خلال التعاون الاقليمي لمكاتب الملكية الفكرية العربية في مجال بناء القدرة الاساسية وتنمية المصادر البشرية، وبلورة الموقف الحالي والرؤى المستقبلية لمكتب البراءات العربي.

ويقول الدكتور فوزي عبد القادر الرفاعي رئيس اكاديمية البحث العلمي والتقنية في مصر لـ«الشرق الأوسط» ان مصر تنطلق عربيا في هذا المجال من خلال انشاء وتشغيل الشبكة القومية لديها لدعم الاختراعات، والتي تتمثل في مجموعة نقاط اتصال إلكترونية، بمراكز المعلومات العلمية والتقنية في الجامعات والمراكز البحثية وربطها إلكترونيا بمكتب براءات الاختراع لتحقيق الترابط والتلاحم بينها وربط الجميع بمراكز الانتاج، وذلك بهدف تنمية روح الابتكار على المستوى القومي.

واشار الى ان هذا النظام المصري لدعم وحماية الابداع والابتكار والاختراع يعد تجربة رائدة، باعتراف مكتب براءات الاختراع الاوروبي لانه يوفر نظاما قويا لحماية الابداع والابتكار والاختراع من خلال القانون المصري الموحد لحماية الملكية الفكرية، الى جانب اشتراك مصر في مجموعة الاتفاقيات المختلفة لحماية الملكية الفكرية، اضافة الى عضوية مصر في منظمة التجارة العالمية.

ويذكر د. الرفاعي ان مكتب براءات الاختراع المصري يسعى دائما الى تطوير ادواته وتقنياته دعما للنظام القومي لحقوق الملكية الفكرية، فضلا عن السياسات القومية للعلم والتقنية التي تسعى الى دعم الابتكار وتشجيع النقل الرأسي والافقي للتقنية وجذب الاستثمار الاجنبي، وهو يسعى ايضا ليكون نواة لمنظومة تقنية تعمل على تفعيل ودعم الابتكارات في الوطن العربي من خلال التعاون والتكامل في هذا المجال. واشار الى ان العلم والتقنية والانتاج ثلاث مكونات تؤثر وتتأثر مباشرة بسياسات وخطط التنمية لأن العلم هو اساس التقنية والتقنية هي الركيزة الاساسية للانتاج والذي يمثل عصب التنمية وان التنمية الشاملة تقتضي استمرارية التطوير التقني الذي يعجل بمعدلاتها من جهة ويزيد من تأثير نتائجها من جهة اخرى، وان البلدان العربية لا تختلف فيما بينها في هذه المفاهيم، الامر الذي يجعل نظام الملكية الفكرية يدخل في نظام تفعيل ودعم الابتكار في المنطقة العربية وتبادل الخبرات الناجحة في هذا المجال بين مكاتب البراءات العربية والاجنبية.

ويوضح الدكتور فوزي الرفاعي ان المنظومة المصرية التي تربط بين مؤسسات الانتاج والخدمات لتطوير المنتج في مجالات الصناعات النسجية والبوليمرات والمخصبات والزجاج والحراريات والورق والسليلوز ودباغة الجلود والفلزات والمعادن والصناعات البترولية، يصلح ليكون نواة لمنظومة اكبر تخدم الاقطار العربية وتصنع التعاون والتكامل المنشود في مجال البراءات وتفعيل الاختراعات وتطبيقاتها والتحول الى الابداع في مجال التنمية الشامل والارتكاز على العلم في خدمة قضايا المجتمع للاسراع بخطوات النهوض والتقدم.

وأكد ان ارتباط مراكز البحوث بشركات الانتاج تحت راية بحوث هندسة الانتاج مثلا، يعد بوتقة تنصهر فيها العلوم الاساسية والتطبيقية مع علوم الادارة والانشطة والعمليات الكثيرة التي ترتبط بالتوصل الى منتج معين. كما ان اكتساب المعارف والخبرات والمهارات يزيد باطراد عبر الاحتكار والتفاعل الدولي المستمر، في اطار بنية كونية جديدة للتصميم والصناعة يمكن للوطن العربي وسائر البلدان النامية ان تساهم فيه بشكل فعال وايجابي من اجل تحقيق التقدم والرفاهية.