خلاف بين خبراء مكافحة الملاريا حول مخاوف من الاحتباس الحراري

TT

أوسلوـ رويترز: كان البعوض الناقل لمرض الملاريا يمثل ذات يوم كارثة في برد انجلترا القارس في مسرحيات شكسبير وحتى في المناطق القطبية الشمالية من الاتحاد السوفياتي السابق.

ومع ادراك تاريخ الملاريا وبأنها تعيش في الاجواء الباردة اختلف الخبراء حول المدى الذي يمكن أن يؤدي الاحتباس الحراري فيه الى انتشار أحد اكثر الامراض المميتة على وجه الارض الذي يقتل مليون شخص سنويا في الدول الفقيرة.

وتقول تقارير للأمم المتحدة ان درجات الحرارة المستمرة في الارتفاع والمتصلة باحراق الانسان للوقود الاحفوري يرجح أن تزيد من اتساع نطاق الملاريا في المناطق الاستوائية لان البعوض والطفيل الذي ينقله يكون في أفضل حالاته في المناخ الحار الرطب. الا أن بعض خبراء الحشرات نحوا هذه التقارير جانبا بوصفها تبسط الامر تبسيطا مخلا.

وقال بول ريتر استاذ علم الحشرات بمعهد باستير في باريس «الحرارة واحدة من بين الكثير من العوامل الخاصة بالملاريا، وفي حالات كثيرة تكون لا علاقة لها على الاطلاق. الكثير من علماء المناخ لا يعلمون أي شيء عن تعقيدات الملاريا». مضيفا «ان الامر نفسه ينطبق على الامراض الاخرى التي ينقلها البعوض مثل حمى الدنج وفيروس حمى غرب النيل».

ويتجاوز الخلاف حول أنماط حياة البعوض الهجوم الاكاديمي المتبادل، فالملاريا تقتل طفلا افريقيا كل 30 ثانية، وتضعف النمو الاقتصادي في الدول النامية، وتستنزف 40 في المائة من الميزانيات المرصودة للصحة في بعض الدول.

وتشير تنبؤات في المستقبل الى أنها ستؤثر في حياة مئات الملايين من الاشخاص.

وقال اليستر وودوارد من جامعة اوكلاند بنيوزيلندا «في ما يتعلق بالملاريا وأمراض أخرى كثيرة ينقلها البعوض، فان التغير في المناخ سيشكل ضغطا على أنظمة الرعاية الصحية في بعض الاجزاء من العالم».

وكان وودوارد قد شارك في تأليف كتاب أصدرته الامم المتحدة عام 2003، جاء فيه ان التغير في المناخ يقتل بالفعل 150 الف شخص سنويا، وأن هذا العدد قد يتضاعف بحلول عام 2030.

ويرجح خبراء الامم المتحدة أن ترتفع درجات الحرارة بمقدار 1.4 الى 5.8 درجة مئوية بحلول عام 2100 بسبب انبعاثات ثاني اكسيد الكربون من جراء احراق النفط في المصانع والسيارات.