تقنية تستخدم الميكروبات والحرائق لاستخراج النفط

هي واحدة من مجموعة تقنيات تساعد على الاستخراج من الحقول وإطالة عمرها

TT

لندن ـ رويترز: هل يمكن لميكروبات وحرائق تحت الارض وذبذبات صوتية أن تساعد في استخراج النفط ؟ يقول مهندسون متخصصون ان هذه الخيارات تأتي ضمن مجموعة من التقنيات التي قد تساعد في استخراج المزيد من النفط من احتياطيات تم تطويرها بالفعل. وهذه التقنية ليست جديدة لكن بات يعتد بها بدرجة أكبر مع التهافت على زيادة المعروض في سوق النفط.

ويسهم ارتفاع سعر النفط حاليا الى 40 دولارا للبرميل في اعطاء أهمية اقتصادية للعديد من المشروعات التي كانت تبدو سخيفة عندما كانت أسعار النفط تتراوح حول عشرة دولارات للبرميل في عامي 1998 و1999.

وقادت الرغبة السياسية في تأمين مصادر الطاقة الاتجاه لاستخراج النفط حتى اخر قطرة من الحقول الناضجة في أميركا الشمالية وبحر الشمال. وكان أكثر من نصف النفط الموجود في هذه الحقول يترك تحت الارض لكن أصبح بامكان هذه التقنيات الجديدة اطالة عمر الحقول بدرجة كبيرة.

وفي حين تتطلع شركات النفط لزيادة فهمها للتكوين الجيولوجي للمكامن النفطية وتضخ كميات كبيرة من الغاز في الحقول لدفع الخام بدأ الاكاديميون في قطع خطوة الى الامام باقتراح اشعال النار في الزيوت الاعلى كثافة لدفعها للتدفق وادخال بكتيريا مفيدة لتسهيل تدفق النفط.

ويقول ديفيد هيوز، المهندس في شركة «ريزرفوار مانجمنت ليمتد» في اسكوتلندا، ان شركات النفط حسنت متوسط معاملات الاستخراج من احتياطيات بحر الشمال بنحو خمس نقاط مئوية خلال ما بين عشر سنوات و15 سنة مضت الى نحو 47 بالمائة من النفط الموجود بالحقول عن طريق تطوير أساليب الحفر الافقي.

وأضاف أنه ربما يمكن زيادة معاملات الاستخراج بنسبة خمسة بالمائة اخرى عن طريق مشروعات تحسين استخراج النفط باستخدام بيانات سيزمية سابقة أخذت على فترات متباينة لفهم كيفية نضوب النفط في المكامن الارضية وبالتالي توجيه عمليات حقن الابار.

ويقول الباحثون في شركة «بي.بي» النفطية البريطانية ان هذه البيانات السيزمية التي يطلق عليها «رباعية الابعاد» وفرت للشركة نحو مائة مليون برميل اضافية من النفط القابل للاستخراج أساسا في بحر الشمال بعائدات تفوق تكاليف تطبيق اساليب الاستخراج. لكن حتى هذه التقنيات المعتمدة على الكومبيوتر تجاهد لزيادة معاملات الاستخراج عن 50 بالمائة.

ويقول هيوز ان هذا يعني «اننا ما زلنا نترك نصف النفط تحت الارض عندما نترك حقلا».

وزيادة معدلات استخراج النفط عن هذا المستوى تتطلب ابتكارات أكثر جذرية. وتتركز هذه الاساليب على عمليات داخل المكامن تتمثل في حقن الغازات أو استخدام المواد الكيماوية أو تسخين النفط أو هزه بذبذبات الصوت أو اطلاق بكتيريا اكلة للنفط.

ويمكن لمثل هذه التقنيات كذلك المساعدة في تطوير مخزونات كان يعتقد من قبل أنها غير قابلة للاستخراج.

ويعتقد المحللون أن في العالم ما يتراوح بين أربعة وخمسة تريليونات برميل من النفط الثقيل بحيث لا يمكن استخراجه. وتحقيق معدل استخراج يبلغ 20 بالمائة من هذه المخزونات سيعادل التقديرات الراهنة للمخزونات التقليدية العالمية. وتصل مخزونات بحر الشمال وحده من النفط الثقيل الى نحو عشرة مليارات برميل.

ويقول مالكوم جريفز، الذي تركز عمله في جامعة باث في انجلترا على حقن الهواء في حقول النفط لبدء عملية حرق بعض أثقل مكونات النفط، «المسألة ليست أن النفط يوشك على النفاد بل ان تقنياتنا لاستخراجه هي التي توشك على النفاد».

ويقول الباحثون في شركة «شتات أويل» النرويجية انهم سيوفرون 32 مليون برميل اضافية من حقول الشركة عن طريق تشجيع نمو بكتيريا تتغذى على النفط وتنتج مواد كيماوية تشبه المنظفات تساعد على سهولة تدفقه.

وأبدت الحكومة البريطانية وشركات النفط الكبرى اهتماما بأسلوب «شتات أويل» وتأمل في بدء مشروعات مماثلة.

ويقدر المحللون حجم الانتاج بأساليب تحفيز الاستخراج هذه بنحو 1.2 مليون برميل يوميا مع عدم توافر بيانات تذكر من الهند والصين والاتحاد السوفياتي السابق وهي نسبة ضئيلة جدا بالمقارنة بحجم سوق النفط العالمية البالغ حاليا 80 مليون برميل يوميا.

لكن قد يكون لهذه الاساليب دور أكبر في المستقبل مع تقلص الفرص التقليدية المتاحة أمام الشركات الغربية.