زراعة أعضاء الحيوانات في الإنسان تقود إلى انتقال 11 نمطا من الفيروسات إليه

TT

ناقش الباحثون البريطانيون في ندوة طبية اجريت في مستشفى كينج كوليج في لندن، مستقبل زراعة اعضاء الحيوان في الانسان، حيث اعتبر بعض العلماء هذا المشروع هدرا للمال ويجب البحث عن مصدر آخر للاعضاء، خاصة ان الدراسات الحديثة اشارت الى ان هناك ما لا يقل عن 11 فيروسا يمكنها ان تصيب الانسان بعد زراعة الاعضاء.

وقد ازدادت مخاوف الاطباء من مشروع زراعة اعضاء الحيوان في الانسان بعد اصدار نتائج دراسة اميركية جديدة اشارت الى ان زراعة خلايا الخنازير في الفئران تؤدي الى اصابة خلايا الفئران بالموت بسبب فيروس يدعى بـ «ريتروفيروس». واستنادا الى هذه الدراسة وصف احد الاطباء البريطانيين العاملين في مشروع زراعة اعضاء الحيوان في الانسان بأن هذا المشروع اضاعة للوقت، لان الانسان سيكون مهددا بانتشار وباء فيروسي من الصعب السيطرة عليه. وقد كشف العالم البريطاني ديفيد اونيون من جامعة جلاسكو عام 1997 ان نسج الحيوانات خاصة الخنازير التي تعتبر المرشح الاول لاخذ اعضائها، تحتوي على فيروسات تقتل الخلايا البشرية في الاوساط المختبرية. لذلك اوقف اجراء العديد من العمليات التجريبية على الانسان منذ ذلك الوقت. وحتى الان لم يستطع العلماء تجاوز تلك العقبة التي يمكن ان تنهي مشروع زراعة الاعضاء.

واعتقد العلماء انه يمكن السيطرة على هذه العقبة من خلال انتاج حيوانات مهندسة وراثيا لا تحتوي على الفيروسات. لكن وجد في الدراسة الحديثة ان هناك 11 نمطا من هذه الفيروسات ومن الصعب جدا التحكم بها. وهذه الفيروسات موجودة في نواة خلايا الخنازير، خاصة في القلب والكلية والرئتين والبنكرياس. وهذا يعني انه من الصعب استخدام هذه الاعضاء في الزراعة. ورغم ان بعض المراكز الدولية في السويد واميركا سمحت باستخدام خلايا الخنازير في بعض التجارب السريرية مثل الخلايا الكبدية والخلايا البنكرياسية، إلا ان معظم الهيئات الطبية تعارض استخدام الاعضاء الصلبة المأخوذة من الحيوانات في برامج زراعة الاعضاء.

البدائل المتوفرة حاليا قليلة جدا والعلماء تحت ضغط كبير لايجاد حل لازمة نقص الاعضاء الحادة، فالمصدر الوحيد حاليا هو التبرع، لكن نسبة المتبرعين لا تغطي 5% من حاجة المراكز الطبية للأعضاء. والتوجه الحالي هو الاستنساخ، لكن حتى الآن تعارض الهيئات الصحية، خاصة الاوروبية السماح باستنساخ الاجنة البشرية. وحتى الآن هناك مخاوف كبيرة من هذه التقنية. لكن سمحت بعض الدول مثل اميركا باستخدام هذه التقنية في اطار محدود على امل ان تستخدم الوسائل الحديثة بشكل أوسع.