60 % من إصابات الشقيقة تبدأ في مرحلة الطفولة

تقرير ألماني عن تدخل جراحي ناجح لعلاج المرض في ندوة دولية في فرانكفورت

TT

يبدأ داء الشقيقة (الصداع النصفي) مسيرته المؤلمة مع الإنسان في مرحلة الطفولة في كثير من الأحيان، لكن الأطباء لا يحسبون له حسابا أثناء التشخيص في هذه السن المبكرة. ولا يشخص الأطباء داء الشقيقة إلا بعد تحول الطفل إلى المراهقة، رغم أن الألم الذي كان يراودهم في الطفولة هو نفس الألم حسب رأي البروفيسور اكسل هاينز من عيادة الألم في جامعة كيل. جاء هذا في محاضرة هاينز، المختص بحالات الألم والصداع النصفي، أمام الندوة الدولية السادسة والعشرين حول داء الشقيقة في فرانكفورت بألمانيا.

وأشار هاينز إلى أحصائية عممتها «جمعية الشقيقة الألمانية» تقول إن 60% من حالات الصداع النصفي عند البالغين تبدأ في مرحلة الطفولة. إلا أن علاج الحالة يبدأ متأخرا ولا يحصل عادة إلا بعد أن تؤثر الآلام على كفاءة الإنسان الدراسية أو العملية في الوظيفة. ودعا الطبيب الأهالي إلى أخذ أطفالهم إلى الطبيب المختص في حال تكرار حالات الصداع لدى الأطفال خشية أن يدخل المرض مرحلة التحول الى مرض مزمن. ويعني استمرار الصداع لنصف أيام الشهر تحوله إلى مرض مزمن يصعب علاجه. وذكر الطبيب أن الصداع النصفي عند الأطفال يتميز عنه عند الكبار كونه «نابضا» ويصيب نصفي الرأس لا نصفا واحدا منه.

* تدخل جراحي

* ولأن هناك علاقة واضحة بين بعض أنواع الشقيقة وعضلات جبهة الرأس، والتي تتفاقم عند البعض بسبب عادة التقطيب، فقد استنبط الأطباء علاجا جراحيا للداء يعتمد على إزالة إحدى عضلات الجبهة. ومعروف أن هذا الخيار موجود في الولايات المتحدة منذ سنتين إلا أنه لا تتوفر دراسات علمية اكيدة عن مدى فائدته. وذكرت عيادة «بارك ـ فايسنزي» أنها طبقت الطريقة بنجاح لأول مرة في ألمانيا. وذكر توماس موالبيرغر، رئيس قسم الجراحة التجميلية في العيادة المذكورة، أمام الندوة أن العلاج أثبت فاعلية جيدة لدى المرضى المعانين من الصداع النصفي الناجم عن ضغط عضلات الجبهة على مقدمة الجمجمة. وتشكل هذه الحالة في ألمانيا نسبة تتراوح بين 5 و10% من مجموع الإصابات بداء الشقيقة، وتتميز بآلام حادة تتركز على الصدغين والعينين. واستخدم الجراح حقن سم البوتيولينوم المخفف لشل العضلة المذكورة قبل أن يتدخل بمبضعه، ذلك لأن الحالة ناجمة عن ضغط العضلة على عصب Triminus Nerve. ومعروف أن سم البوتيولينوم شديد السمية، وهو أحد الأسلحة البيولوجية الفتاكة، إلأ أن الطب صار يستخدمه في التجميل (في شد بشرة الوجه) وغيرها من الحالات بنسبة مخففة جدا وباشراف الأطباء. وعملت حقن البوتيولينوم على تحرير المعانين من الصداع النصفي طوال 6 أسابيع من الآلام. وواقع الحال أن موالبيرغر لجأ إلى الحل الجراحي، أي إزالة العضلة المسؤولة فقط لدى المصابين الذين أثبتت حقنة البوتيولينوم فعالية في حالاتهم. وأجرى الجراح العملية حتى الآن على 100 مريض ونجح من خلالها في تحريرهم من الآلام. وأكد الجراح أن نسبة النجاح ترتفع في هذه الحالة إلى 80%، إلا أنها ليست «شافية تماما»، ولا تغني عن العلاج بالعقاقير، لكنها تحرر المريض من الآلام لفترة طويلة وتقلص النوبات. وقال 31 مريضا من مجموع 39 مريضا أجرى موالبيرغ لهم العملية إنهم شعروا بتحسن واضح، وتحدث 16 منهم عن تحسن كبير و15 آخرين عن تحرر كامل من الآلام. ويصيب داء الشقيقة نحو 8 ملايين ألماني، وهي نسبة عالية مقارنة بعدد السكان البالغ 81 مليون نسمة. وتحول المرض عند نسبة تزيد على النصف إلى آلام مزمنة تعرقل نشاطهم الاجتماعي والوظيفي.