في خطوة رائدة، تختلف عن جميع الخطوات التي يتبعها الباحثون لتطوير اللقاحات المضادة للسرطان، نجح علماء أميركيون وبريطانيون في القضاء قضاء تاما على سرطان الجلد لدى مجموعة كاملة من الفئران المصابة به، بتوظيف لقاح مضاد له لا يتوجه لمهاجمة الاورام الخبيثة لديها بل يدمر الخلايا السليمة المجاورة لها! ونجح الفريق العلمي المؤلف من باحثين في مؤسسة «مايو كلينيك» الأميركية الطبية الشهيرة ومتخصصين في أبحاث السرطان في بريطانيا، في صنع لقاح مضاد لسرطان الجلد يحفز، لدى مهاجمته للخلايا السليمة، جهاز المناعة في جسم المريض للقضاء نهائيا على السرطان. ويعتبر البحث الجديد الذي نشر في مجلة «نيتشور بايوتقني» العلمية علامة بارزة في الأبحاث لأن جميع طرق علاج السرطان تنأى عن المساس بالخلايا السليمة، اذ توجه العقاقير الكيميائية الشديدة مثلا نحو الخلايا المريضة لتدميرها مع الحفاظ على الأخرى السليمة. ويستفيد اللقاح الجديد من مزايا علاجية تحدث في الجسم عندما يقود موت الخلايا السليمة الى نوع من الإجهاد يسمى «حالة الموت الالتهابية» لخلايا الجلد التي وضع العلماء عليها بروتينا يلعب دوره في حالات حدوث الصدمة الحرارية، مما حفز جهاز المناعة للاستجابة لمحاربة الالتهاب والقضاء على الخلايا السرطانية. كما ان اللقاح يختلف عن جميع اللقاحات الأخرى المضادة للسرطان التي تقود إلى حدوث حالات يهاجم فيها جهاز المناعة جسم صاحبه.