علماء ألمان يعكفون على تطوير زهور معدلة وراثيا لا تذبل بسهولة

التعرف على سر الشيخوخة لدى النباتات يقود إلى إنتاج أصناف لا تتعرض للهرم

TT

يمكن للعشاق في المستقبل أن يرسلوا زهورهم إلى حبيباتهم مرفقة بقصاصة تقول «دليل حب لا يذوي»، هذا لأن مهندسي الوراثة الألمان سيحققون للعشاق هذا الحلم الرومانسي من خلال زهور معدلة وراثيا كي تحتفظ بنظارتها أطول فترة ممكنة.

ويعود سر وصفة «الشباب» الدائم الجديدة لدى النباتات، وهو ما يتمناه البشر أساسا، إلى وقوع علماء البيولوجيا بجامعة فورتسبورغ (جنوب)، على سر تقدم السن لدى النباتات وتساقط أوراقها. ويقول العلماء من جامعة يوليوس ـ ماكسميليان (فورتسبورغ) إنهم نجحوا على هذا الاساس في فرملة تقدم عمر أوراق التبغ. ويمكن بفضل هذا الاكتشاف مستقبلا إطالة عمر الزهور أو رفع محتوى السكر في البنجر لأهداف صناعية.

وذكر توماس رويتش وزملاؤه من جامعة فورتسبورغ انهم توصلوا إلى تفسير واضح لأسباب تسرب المواد الغذائية من الأوراق والزهور إلى سيقان وجذوع النباتات، وهي العملية التي تسبب تقدم عمر الأوراق والزهور وتساقطها وذبولها. وهذه عملية طبيعية تعني بالنسبة للنباتات عدم سقوط المواد الغذائية المهمة على الأرض مع سقوط الأوراق وإنما عودتها إلى النبتة. وعادة تؤدي عملية التسرب إلى نشوء «جزر» خضراء على سطوح الأوراق تنتج بمعونة البكتيريا والفطريات مادة تشبه هرمون الـ«سايتوكينين» تعمل، ولو موضعيا، على تأخير تقدم عمر الورقة أو الزهرة. وثبت للباحثين من فورتسبورغ الآن أن الهرمون النباتي «سايتوكينين» يحفز في الأوراق فرز انزيم خاص يسمى «انفرتيز» يعمل على تكسير السكر النباتي سكروز في الورقة إلى غلوكوز (سكر العنب ) والفركتوز (سكر الفواكه). ولما كانت النباتات قادرة فقط على نقل السكر وهو في حالة سكروز فإن الغلوكوز والفركتوز يبقيان في الورقة ويطيلان بالتالي عمرها.

وعمل رويتش وزملاؤه مختبريا على أوراق التبغ محاولين تسريع تقدم عمر الورق أو إبطائه باستخدام الهندسة الوراثية الكفيلة بتحفيز «الانفرتيز» أو كبح جماحه. ونجح العلماء في إبطاء تقدم عمر ورق التبغ من خلال تقوية نشاط «الانفرتيز» وبالعكس. وهذا ليس كل شيء لأن التحفيز الموضعي للانفرتيز على سطوح الأوراق المهددة بالسقوط أدى إلى نشوء «جزر خضراء» كبيرة ومؤثرة قللت سرعة تساقط الأوراق.

ويمكن للعشاق الانتظار قليلا ريثما تتوفر زهورهم الطويلة العمر، لأن مهندسي جامعة يوليوس ـ ماكسميليان جربوا الطريقة حتى الآن على التبغ فقط. إلا أن توماس رويتش يبدو واثقا من أن ما ينطبق على التبغ ينطبق على بقية النباتات لأن العملية البيولوجية واحدة.