مصر تقع على قمة الدول في مساحة الأراضي القاحلة وأولى دول العالم صحراوياً

صحراء مصر الغربية والليبية الأشد جفافاً في العالم ومصر النموذج الأصغر للصحراء الأفريقية الكبرى

TT

أكدت دراسة علمية مصرية ان الصحراء الغربية بمصر، مع الصحراء الليبية، تشكلان أكثر بقاع الأرض جفافاً على مستوى العالم، وأن مصر هي التصغير النموذجي الكامل للصحراء الافريقية الكبرى، والتي تعد بدورها النموذج العالمي الكامل للصحراء الحارة على وجه الأرض.

ويقول سامر المفتي، الأمين العام لمركز بحوث الصحراء التابع لوزارة الزراعة المصرية لـ«الشرق الاوسط»: ان الصحراء الكبرى بشمال افريقيا، هي أكبر صحراوات العالم، وتقدر مساحتها بحوالي 3.5 مليون ميل مربع، وهي بحق النموذج العالمي للصحراء الحارة على وجه الأرض، وهو الأمر الذي حولها من اسم نوع الى اسم علم Sahara وان مصر هي التصغير النموذجي الكامل للصحراء الغربية، وان صحراء مصر الغربية مع الصحراء الليبية، أكثر أجزاء الصحراء الكبرى صحراوية، أي أشدها جفافاً، وهي أجف صحارى العالم الجافة جميعها.

ويذكر الباحث المصري ان الصحراء الكبرى الافريقية تضم 3 من أكبر بحار الرمال في العالم، وهي بعد الربع الخالي بالمملكة العربية السعودية، العرق الشرقي العظيم بالجزائر، والعرق الغربي العظيم بالجزائر أيضا، وبحر الرمال الأعظم بين مصر وليبيا، والذي تبلغ مساحته حوالي 300 ألف كيلو متر مربع، مؤكداً انه وفق تقسيم «ميجز» للمناطق القاحلة وشبه القاحلة تقع مصر على قمة الدول في مساحة الأراضي القاحلة، وهو الأمر الذي يجعل مصر أولى دول العالم صحراوياً، حيث تشمل 86 في المائة صحراء قاحلة، و14 في المائة صحراء، ورغم ان مجتمع نهر النيل هو النموذج المثالي لمجتمعات الأنهار والسهول الفيضية، غير أنه يقع في نطاق مناخ صحراوي، لذا يمكن اعتبار أن دلتا النيل وواديه مجرد واحة في وسط الصحراء، غير أنها تروى بماء نهر وليس بمياه جوفية مثل أي واحة.

ويبرز الباحث ان الصحراء الغربية المصرية يمكن أن نطلق عليها صحراء المنخفضات، إذ لا توجد مساحة أخرى مماثلة على ظهر الكرة الأرضية تضم هذا العدد من المنخفضات، والتي تصل الى 12 منخفضاً، بما فيها منخفض الصحراء الغربية الأعظم، وربما هو منخفض العالم الأعظم أيضاً، رغم انه ليس أدنى نقطة على ظهر الأرض.

ويوضح أنه اذا كان المناخ هو أحد أسباب تكوين الصحراء فإن التضاريس هي السبب الآخر الرئيسي، الأمر الذي يجتمع في مصر بشقيه، المناخي والتضاريسي، مع ملاحظة ان مصر هي صحراء الرياح التجارية الأولى، وتضم كافة أنواع الصحراوات، عدا صحراء «اللافا» الموجودة بكل المناطق عدا مصر والعراق.

ويكشف انه اذا كانت الملوحة والجفاف، هما السمتان المميزتان للصحراء المصرية، فإن ذلك يعني أن الموارد النباتية الطبيعية هي موارد تحمل الجينات المسؤولة عن تحمل الملوحة، أو أنها تتحمل الجفاف، كذلك فإن درجة وشدة سطوع الشمس ولفترة طويلة يومياً مع سرعة الرياح وشدتها تعطي مؤشراً على امكانية الاستفادة من هذين المصدرين للطاقة، مما يعني أن أساس التنمية الزراعية في المناطق الصحراوية تعتمد على هذين المحورين، وذلك بخلاف المناطق المصرية الأخرى التي تعتمد على مياه النيل.