تقنيات جينية لزيادة سرعة العدائين وتقوية أداء الرياضيين

وكالة مكافحة المنشطات تطالب العلماء بتطوير نظم للكشف عن طرق «التنشيط الجيني»

TT

قريبا جدا سيمكن توظيف الحامض النووي «دي إن ايه» الحيواني لزيادة سرعة العدائين، وتعزيز قوة الرياضيين، من دون حاجتهم الى اجراء التدريبات الرياضية الشاقة. وسوف تنهي هذه العملية لعبة «القط والفأر» بين الرياضيين الذين يتناولون المنشطات المحرمة وبين المسؤولين الذين يحاولون رصدها.

العملية الثورية الجديدة تسمى «تعزيز الجينات» أو «التنشيط الجيني»، اذ يمكن على سبيل المثال، لأي رياضي أن يحقن بالمادة الجينية الحيوانية، ليتحول الى عداء أسرع أو رافع أثقال أقوى. ويقول بيتر ويواند الاستاذ المتخصص بعلم حركية العضلات وحركة الانسان في جامعة رايس في هيوستن، ان الطريقة هذه ستحل محل التدريبات الرياضية، «فبإمكانها تحويل شخص غير رياضي الى شخص قوي». وتلهم طرق «التنشيط الجيني» هذه، الاطباء الراغبين في التعرف على سبل القضاء على مرض ضمور العضلات، إضافة الى تقوية عضلات الكهول والمسنين.

اليوم يعتبر الرياضيون الشهيرون عالميا، أشخاصا متفردين في تكوين جيناتهم وبامتلاكهم قدرات ذاتية عالية يشحذونها بالتمرينات الرياضية، وأحيانا بالمنشطات غير القانونية. ولكن وحسبما يقول ويواند، فإن أي شخص يمكنه تعزيز قدراته بطرق الهندسة الوراثية «بنسبة 100 ، 200، 500، 1000 في المائة». ويضيف انه وبالاعتماد على عضلات الفئران السريعة التقلص مثلا، يمكن تحويل العداء الى عداء «سوبر» سريع جدا. الا انه يبدي بعض التشاؤم «فمتى ما يبدأ الانسان بالتفكير بالمسائل الاستثنائية في الطبيعة، فإنه يجد ان هذه الطريقة مفزعة حقا»! وقد عبرت وكالة مكافحة المنشطات الدولية عن مخاوفها من هذه الطرق الجينية وأعلنت انها غير قانونية، رغم ان احدا من الرياضيين لم يوظفها حتى الآن. وصرح ريتشارد باوند رئيس الوكالة امام اجتماع لعلماء بارزين بداية هذا العام ان «الوقت قد حان للتعامل مع هذه الطرق» وطالب بتطوير نظم للكشف عن طرق التنشيط الجيني. وقد ازداد الاهتمام بهذه الطرق منذ نشر مقال علمي في مارس (آذار) الماضي، حول التغيرات الهائلة التي ظهرت على فئران وجرذان التجارب، التي أخضعت لعمليات حقن بنوع من الجينات يحفز النمو. وقد لاحظ لي سويني الباحث بجامعة بنسلفانيا أن عضلات هذه «الفئران العملاقة» قد نمت أكثر بنسبة 50 في المائة. أما عضلات الجرذان فقد سجلت قوة اضافية بنسبة 35 في المائة، عندما وظفت الطريقة الجينية سوية مع التدريبات.

وقد تلقى سويني منذ اعلانه عن هذا النجاح العلمي، رسائل كثيرة من المدربين والرياضيين يطلبون فيها تفصيلات اكثر عن النتائج. ورغم ان الباحث لم يزل على مسافة أعوام من توظيف تقنياته الجينية على جنس الانسان، فإن التقنيات متوفرة، مما قد يدفع غيره من الباحثين الى توظيفها بسرعة.

ويقول أندي مياه المتخصص في اخلاقيات البيولوجيا، ومؤلف كتاب صدر أخيرا في بريطانيا تحت عنوان «الرياضيون المحسنون جينيا: الاخلاقيات الطبية البيولوجية، المنشطات الجينية والرياضة»، ان الباحثين قد يلجأون الى هذه الطرق رغم خطورتها.

ويدافع مياه عن الطرق الجينية التي تحمل بشائر علاجية للانسان، ويطالب وكالة مكافحة المنشطات الا تتعامل معها كما تتعامل مع المنشطات الممنوعة. ووفقا لآرائه فإن الطرق الجينية يمكنها أن تساعد على علاج العضلات المتأذية للرياضيين. ولذلك يتساءل: هل يعتبر ذلك غير قانوني؟ وقد يدفع الحظر الرياضيين الى البحث عن باحثين «مارقين» لتوظيف هذه الطرق الجينية التي لا يمكن كشفها حتى الآن. ويرى مياه أن من الأفضل تقنين الطرق الجينية وتنظيم قواعد حظرها. الا أن جون هوبرمان البروفيسور بجامعة تكساس في اوستن الذي يدرس تاريخ الرياضة يقول ان «تقنين التنشيط الجيني سيؤدي الى فوضى ويحول الرياضة الى نوع من السيرك».

*خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»