«هوندا» أول شركة تنتج دراجات نارية خفيفة تعمل بمحرك هجين وبخلايا الوقود

أميركا تشرع في إنتاج شاحنات ثقيلة تعمل بتقنية خلايا الوقود

TT

أعلنت هوندا للسيارات وهي أكبر شركة لصناعة الدراجات النارية في العالم انها تقوم بإنتاج دراجات صغيرة (سكوترز) تعمل على خلايا الوقود والمحركات الهجينة، أي البنزين والكهرباء، مما يعني توسيع هذه التقنيات لاول مرة لكي تشمل المركبات ذات العجلتين.

فقد طورت شركة هوندا دراجة خفيفة من هذا النوع تعمل على خلية وقود تعمل بدورها على غاز الهيدروجين يبلغ حجمها حجم دراجة نارية عادية، سعة محركها البترولي 125 سنتمترا مكعبا. كما طورت الشركة دراجة بمحرك هجين سعة 50 سنتمترا مكعبا على حد تصريح تاكيو فيوكيي رئيس شركة هوندا في مركز الابحاث والتطوير التابع لهوندا الواقع شمال طوكيو.

وكانت هوندا ومنافستها الكبيرة تويوتا قد لجأتا الى بيع السيارات الهجينة التي لا تنفث الكثير من العوادم بسبب اسعار النفط المرتفعة وقوانين الحد من التلوث الصارمة. وتحاول هوندا تطبيق هذه التقنية على المركبات ذات العجلتين لكي توسع من زعامتها على الشركات المنافسة الاخرى المنتجة للدراجات النارية مثل سوزوكي وياماها. ويقول المحللون الصناعيون والاقتصاديون إن هوندا تتوسع وتنمو باستمرار لكونها تأتي دائما بأفكار وتقنيات جديدة، وبالتالي تطبيقها على منتوجاتها. بيد أن ناطقا بلسان هوندا رفض الافصاح عن موعد طرح الدراجات الهجينة وتلك العاملة بخلايا الوقود في الاسواق المحلية اليابانية والعالمية والسعر المفروض على الواحدة منها، فقد باعت هوندا حوالي 9.2 مليون دراجة نارية تعمل بالمحركات العادية في السنة المالية التي انتهت نهاية مارس (آذار) الماضي، أي بزيادة قدرها 14 في المائة عن مبيعات السنة السابقة. ولا تزال المبيعات تواصل ارتفاعها المطرد. ويقول فيوكيي «لكي تستطيع المنافسة عليك ان تكون السَباق على صعيد التقنيات والابحاث والتطوير». والدراجة الهجينة الجديدة التي لا اسم لها بعد ستنفث 37 في المائة أقل من ثاني أوكسيد الكاربون من النوع المماثل العامل بالوقود العادي، كما أنها أكثر كفاءة على صعيد استهلاك الوقود بنسبة 1.6 في المائة.

ولم تكشف هوندا كيف تعمل الدراجة الهجينة. لكن السيارات مثل هوندا أكورد وتويوتا بيروس تجمع بين المحرك الغازوليني والبطاريات الكهربائية. ففي السرعات المنخفضة يقوم المحرك الكهربائي بدفع السيارة، لكن المحرك الغازوليني يحل محله كلما ازدادت السرعة. ويجري شحن البطاريات أثناء ذلك من المحرك البنزيني (الغازوليني) ومن المكابح كلما جرى استخدامها.

إن المحرك الهجين قادر على قطع مسافة أطول في الغالون الواحد من الوقود تبلغ ضعفي ما تقطعه سيارة مماثلة مزودة بمحرك عادي استنادا الى وكالة حماية البيئة. والمعلوم أن خلايا الوقود تجمع بين غازي الهيدروجين والاوكسجين لتوليد التيار الكهربائي. وكانت قد استخدمت منذ عقود في المركبات الفضائية مولدة كمنتج جانبي البخار، أو الماء العذب الذي لا يلوث بتاتا. لكن الكلفة العالية ونقص محطات التزود بالهيدروجين قد حدا من التقنية الى بضعة برامج اختبارية صغيرة فقط. والمعلوم أيضا أن هوندا كانت الشركة الاولى التي سوقت سيارة تعمل بخلايا الوقود وانها أنتجت حتى الآن العشرات من هذه السيارات لأغراض شتى تسويقية وتجريبية. الى ذلك، أعلنت شركة يونايتد بارسل سيرفيس (يو بي إس) في مدينة أتلانتا الاميركية التي تعمل في ميدان الشحن، انها ستشرع قريبا في إستخدام ثلاث شاحنات كبيرة لنقل الطرود تعمل على خلايا الوقود الهيدروجينية، تمهيدا لتحويل كامل أسطول الشاحنات الى هذا النوع من الطاقة الجديدة. والشاحنات هي من طراز دودج سبرينتر وقد دخلت العمل في عدد من المواقع الاميركية مثل أن أربر في ميتشيغان وفي لوس انجليس وسكرامنتو في كاليفورنيا. وفي هذا الصدد، ذكر مدير شركة يونايتد بارسل سيرفيس أن التغيير من من الوقود العادي الى الوقود الهيدروجيني يمثل نقلة تقنية كبيرة نحو الحفاظ على البيئة. وكانت شركة ديملر كرايسلر قد زودت سيارات مرسيدس ـ بنز من فئة «إيه» في مارس الماضي بمحركات تعمل على خلايا الوقود على سبيل التجربة. كما تنوي قريبا تجهيز بعض الشاحنات الثقيلة التي تعمل على الخطوط الطويلة بمثل هذه المحركات. في هذا الوقت، أعلنت شركة «يو بي إس» انها تنوي الاستمرار في تحويل جميع شاحناتها التي يبلغ عددها 88 ألفا الى مركبات تعمل على خلايا الوقود وصولا الى مستوى «عادم ـ صفر» التي تسعى اليه ولاية كاليفورنيا الاميركية.