بدء العد التنازلي للفوز بجائزة «أكس» لأفضل تصميم لمركبة فضائية سياحية خاصة

أول رحلة تنطلق اليوم من بين رحلتين لمركبة «سبيس شيب وان» المزودة بنظم دفع مطورة

TT

بعد نجاح التحليق التاريخي لمركبة «سبيس شيب وان SpaceShipOne» أول مركبة فضائية يملكها القطاع الخاص، نحو حافة الفضاء في يونيو (حزيران) الماضي، يستعد مصمموها لاطلاقها في رحلة تجريبية اليوم، تتبعها اخرى الشهر المقبل، للفوز بجائزة «اكس» بقيمة 10 ملايين دولار. وقد استكملت شركة «سبيس ديف» في كاليفورنيا اخيرا، اختباراتها الارضية لنسخة اقوى من محركات الصواريخ المخصصة لـ«سبيس شيب وان». وشحنت الشركة محركات الصواريخ التي ستستخدم في المحاولة التاريخية لـ«سبيس شيب وان» للفوز بجائزة «انساري اكس برايز». وتستخدم محركات الصاروخ المهجنة، وقودا من المطاط وغاز الضحك (اوكسيد النتروجين N2O). وأنهت الشركة في منشآتها بالقرب من سان دييغو، صب خزان وقود المطاط داخل ثلاثة اوعية يمكن التخلص منها، وجمعتها في المحركات وشحنتها الى صحراء موهافي بولاية كاليفورنيا استعدادا لرحلات المركبة المقبلة. وتجدر الاشارة الى ان نسخة اقل قدرة من هذا المحرك استخدمت في المركبة «سبيس شيب وان» لأول تحليق ناجح للقطاع الخاص في 21 يونيو(حزيران) الماضي.

* صواريخ مطورة

* ومن المقرر انطلاق الصاروخين اليوم، وفي 4 اكتوبر(تشرين الاول) المقبل. وتستخدم «سبيس شيب وان» التي يمولها الملياردير بول الين ويشرف عليها بيرت روتان رئيس شركة «سكيلد كومبوزايت»، تقنيات دفع طورتها شركة «سبيس ديف» التي تنفذ عددا من مشاريع الدفع الصاروخي لمركبة «سبيس شيب وان»، ولمجموعة وسائط اطلاق «ستريكر» الصغيرة للاقمار الصناعية الصغيرة، اضافة الى مشروعها المقترح لسفن فضاء مأهولة يمكن استخدامها مرة اخرى، ومركبة جر فضائية، وكلها ضمن مشاريع قطاع خاص، وعقود حكومية. ونقل موقع «سبيس دايلي» عن جيم بنسون مؤسس ورئيس «سبيس ديف» ان شركته تؤذن بعهد جديد...عهد محركات الصواريخ غير المتفجرة».

وقد تم تطوير الصاروخ الجديد بأقل من 10 ملايين دولار واستغرق البرنامج عامين فقط. ولا يمكن لهذه الشركات الكبرى المنافسة مع التقنيات الجديدة الثورية قليلة التكلفة التي تنتجها شركات سريعة الحركة مثل «سبيس ديف». ويقول بنسون ان ما يحدث «مماثل لثورة الميكروكومبيوتر (الكومبيوتر المتناهي في الصغر)، اذ ان شركته تساهم في احداث ثورة في قطاع صناعة الفضاء الذي يصل حجمه الى مائة مليار دولار، عن طريق الاقمار الميكروية، ونظم دفع مهجنة، ذات تكلفة معقولة، لارسال الشحنات والافراد الى الفضاء، بطريقة آمنة. وفي اطار مشروع حكومي منفصل تطور «سبيس ديف» مشروع «ستريكر»، وهي عبارة عن مجموعة من وسائط اطلاق صغيرة وذات تكلفة معقولة، باستخدام تقنيات محركات صواريخ مهجنة طورتها الشركة ذات اداء اعلى من تلك التي تم تطويرها لمركبة «سبيس شيب وان» وغيرها من محركات الصواريخ المهجنة. وصاروخ «ستريكر» المكون من مرحلة واحدة مخصص كصاروخ للتهديف او الاستطلاع، ومن المتوقع ان يكون ثمنه اقل من اثمان الصواريخ المنافسة الموجودة حاليا. وتصمم النسخة المكونة من ثلاث مراحل لاطلاق اقمار صناعية ميكروية، مشابهة لقمر «تشيب سات» الصناعي الثوري الذي صممته الشركة. ويمكن تنفيذ عملية الاطلاق من طائرة شحن من طراز سي ـ 17 ايه في أي مكان في العالم، بمجرد اخطار يرسل قبل 24 ساعة من ذلك الموقع.

كما يتم تطوير صواريخ «ستريكر» ذات المراحل الاربع لوضع شحنة من الف رطل في مدار منخفض حول الارض، ومن المتوقع الا يزيد ثمنه عن ثمن وسائط الاطلاق الصغيرة المحلية الحالية او التي يجري التخطيط لها. كما تطور الشركة، ما تعتقد انه مفهوم عملي لرحلات فضائية مأهولة امنة وذات تكلفة معقولة سواء في مجال التطبيقات المدارية وشبه المدارية. ويقول بنسون ان هذه الصواريخ المهجنة التي يمكن استبدالها، الآمنة وذات الكلفة المنخفضة، اكبر محركات صواريخ من نوعها تم تطويرها على الاطلاق، وهي اول محركات صواريخ تستخدم لرحلات فضاء مأهولة. ويضيف «هذه هي بداية عصر الفضاء الثاني...النموذج الفضائي القديم قد تصدع، ويتم استبداله الآن بنموذج جديد»! وذلك بفعل زيادة التكاليف وترهل المؤسسات الفضائية الحالية.