الهواتف الجوالة ستتحول إلى كشك معلومات تزودك بما تريد معرفته عن الأشياء المعروضة أمامك

كاميرات الهواتف تقوم بمهمة الماسحات الإلكترونية لقراءة الرموز على الجدران والبضائع والأغذية لمعرفة طزاجتها مثلا

TT

الهواتف الجوالة ستتحول الى أداة متعددة الاستخدامات الى جانب تأمين الاتصالات طبعا. وفي جعبة العلماء والباحثين آلاف الافكار والرؤى حول هذه المسألة التي ستسهل الحياة لملايين البشر. فعندما تفكر في كشك للمعلومات العامة مثلا، تتشكل في ذهنك صورة ربما تشمل شاشات لمس عليها بصمات اصابع وشاشات مجمدة.

غير ان الباحثين في مختبر في جامعة كامبريدج تموله شركة انتل، تمكنوا من تطوير طريقة لاستبدال شاشات العرض بشئ متحرك وشخصي: كاميرا مثبتة في هاتف جوال وشاشة. وتأمل الشركة وغيرها من الشركات من استخدام الاجهزة المتوفرة تجاريا لتحويل هذا النوع من الهواتف الى فأرة او«ريموت كنترول» (أداة التحكم عن بعد) او لوحة مفاتيح أو غيرها.

وذكر ريتشارد شارب الباحث في انتل «بدلا من كل الجهود لوضع اشياء في البيئة التي يجب ان تحافظ عليها ويمكن للناس تخريبها، يمكنك الحصول على جهاز كومبيوتر رخيص، ووضعه في غرفة خلفية في محلك ثم وضع ملصقات في الواجهة».

وعلى هذه الملصقات توجد رموز اطلق عليها الباحثون اسم «شفرات نقطية: وهي دوائر من كتل ابيض واسود تمثل واحد وصفر. وعندما تركز الكاميرا الخاصة بك على الشفرة وتضغط على أي زر يمكنك تشغيل خدمة لاسلكية ـ على سبيل المثال، قادرة على شراء تذكرة قطار، او معرفة موعد رحلة طيران، او يمكن إنزال رنين هاتف من جهاز للعرض في أحد المحلات.

ويمكن اعداد هذه الشفرات (الرموز) عن طريق أية طابعة كومبيوتر كما يمكن لكاميرات الهواتف غير العالية الوضوح الاطلاع عليها.

غير ان الشفرات النقطية ليست الوحيدة في هذا المجال، فالعديد من الشركات الاخرى تطرح وسائل وصيغا يمكن لكاميرات الهواتف (واجهزة الكومبيوتر الكفية المجهزة بكاميرات) استخدامها لتضييق الهوة بين الواقع والافتراض.

وامكانيات الاستخدام لا تعد ولا تحصى، إذ يوجد فريق الشفرة النقطية، على سبيل المثال، وهو نموذج لخبرات واحتياجات الشخص المسافر جوا. فالتوجيه والنقر على شاشة بلازما ستعرض معلومات عن الرحلات الجوية، واذا رغبت، يمكنك تخزين تلك المعلومات في هاتفك، وتنشيط رسالة مكتوبة لتذكيرك قبل موعد ركوب الطائرة.

ويرجع جزء من حماس مجموعة الباحثين، للاستفادة من شاشات العرض العام غير المستخدمة استخداما كافيا. واوضح شارب أن «الكثير من المعلومات ثابتة، ولذا فلا يوجد مبرر لوضعها على شاشات بلازما». وكان فريقه يدرس وسائل لاستخدام شاشات عرض كبيرة لعرض صور كبيرة للغاية بالنسبة لشاشات الهواتف الجوالة ـ على سبيل المثال، خريطة تفصيلية لصالة المغادرة ـ في الوقت الذي يمكن فيه الاحتفاظ بشاشة عرض الهاتف للمعلومات التفصيلية.

واوضح «انه بدلا من وجود شاشة صغيرة ولوحات مفاتيح، فإن ما لديك هو كمية كبيرة من المفاتيح موضوعة امامك على شاشة البلازما».وعلى العكس من شاشات اللمس، التي تتطلب من المستخدم الوقوف على مسافة قريبة، يمكن استخدام كاميرات الهواتف للتحكم في العرض من بعيد. واكد في اطار تعليقه على الشفرات النقطية «هذه هي نهاية الكوابل الافتراضية، هي اشياء تنشط الروابط».

وظلت الهواتف الجوالة تفعل ما هو اكثر من المكالمات والتقاط الصور، اذ بوسع صاحب الهاتف الجوال استخدامه في تسديد رسوم ايقاف السيارة لفترات قصيرة في الاماكن المخصصة لذلك، كما بوسع صاحب الهاتف الجوال استخدامه في الشراء من ماكينات البيع ورسم الاشكال وعرض سرعة الدراجة او حتى التجول في شوارع مدينة لا يعرفها صاحب الهاتف. إلا ان الرغبة في ربط الورقة بكلمات الانترنت اصبحت في الآونة الاخيرة اكثر عملية، اذ ان السبب من ناحية يعود الى ان الزيادة السريعة في الهواتف الجوالة المزودة بكاميرات تصوير. فهناك الآن عشرات الملايين من الهواتف الجوالة المزودة بهواتف، كما ان نسبة مبيعاتها حول العالم فاقت نسبة مبيعات الكاميرات الرقمية، طبقا لنتائج دراسة اجراها المركز الاميركي لأبحاث التكنولوجيا. معظم الانظمة الجديدة تعمل على اساس القاعدة الرئيسية المتمثلة في ان البرنامج يحول عدسات كاميرا الهاتف الجوال الى ماسحة اشبه بجهاز قراءة شفرات المنتجات. فعندما تكون العدسة متجهة الى رمز معروف تصبح تقنية العرض بالهاتف الجوال بمثابة محدد المنظر. وفي حالة «سبوت كودز»، على سبيل المثال، عندما تتعرف العدسات على الرمز تصدر اشارة محددة. النقر في هذه الحالة يبدأ خدمة محددة مثل تحميل صحفة انترنت او إرسال عنوان بريد الكتروني. الرموز التي يمكن نقرها يمكن ان تتخذ عدة اشكال، ويمكن ان تظهر على أي سطح تقريبا سواء كان ملصقا او صفحة مطبوعة، او قميص «تي شيرت»، او حتى في المنتج نفسه. ويقول تشاس فريتس، رئيس شركة «نيو ميديا تكنولوجيز» في فورت ميرز بولاية فلوريدا، انها «ربما تكون صندوق تايد او علبة كوكاكولا». ورغم ان مثل هذه البرامج تظهر الآن فقط في الولايات المتحدة، فإنها اصبحت واسعة الانتشار في قارة آسيا خلال العامين الاخيرين. ففي اليابان، على سبيل المثال، تشتمل استخداماته على توجيهه الى الخرائط المطبوعة لمعرفة اقرب ماكينة للصرف الآلي، او الحصول على المزيد من المعلومات حول حيوانات في الاحواض الصناعية للاسماك والحيوانات البحرية الاخرى، كما يمكنك تجريب الهاتف الجوال في السوق المحلي لمعرفة مدى طزاجة المنتجات ومنشآتها. إن تزويد شركات الهاتف الرئيسية في آسيا، مثل دوكومو وفودافون، غالبية اجهزتها الجديدة ببرنامج ماسحات يعتبر الخطة الاكثر اهمية في مثل هذه المشاريع، إلا ان ناطقا باسم فودافون قال ان الشركة لم تتخذ قرارا بعد بشأن تزويد الهواتف المستخدمة في اوروبا واميركا بتقنيات وقدرات مماثلة.

* خدمة «نيويورك تايمز»