علماء أميركيون يطورون طرقا حديثة للكشف عن الكذب

تقنيات لمسح حرارة الوجه وأخرى لتحديد نشاط الدماغ وقياس «بصماته»

TT

بعد ما يقرب من قرن من الابحاث العلمية على طرق كشف الكذب، يطور العلماء الاميركيون حاليا تقنيات للتعرف على الكذب قد تقود الى التخلي عن آلات «البوليغراف» الحالية. ويحاول باحثون في جامعة هيوستن التحقق من الصدق والكذب بقياس مستويات حرارة الوجه، بينما اعلنت باحثة في كارولينا الجنوبية انها عثرت على «مفتاح الحيلة» داخل موجات الدماغ! وبين هذا وذاك يحاول العلماء تلمس مختلف سبل التعرف على الكذب سواء برصد «مخططات الكلام والحديث» او «حركة العيون» او «بصمات المخ البشري». وهم يصلون الى حافة النجاح الا انهم لم يحققونه بعد. ولا يعتقد المتشائمون من الخبراء ان أيا من الطرق الجديدة ستزيح «البوليغراف» (آلة كشف الكذب) العتيدة المستخدمة في الاغلب داخل الولايات المتحدة لاختبار الموظفين في المؤسسات الحساسة او المجرمين.

ويقول الخبراء المتشائمون ان الناس يعتقدون بوجود ردود أفعال معينة لدى الانسان الذي يكذب، الا هذا الاعتقاد واهم. وتظهر الدراسات ان آلات كشف الكذب الحالية ترصد الكذابين بكشف مستويات التوتر العالية لديهم، الا انها تولد في نفس الوقت «نتائج مؤكدة» عن الكذب عندما يتحدث الانسان بصدق! ونقل موقع «وايرد نيوز» عن دافيد لايكين البروفيسور في علم النفس بجامعة مينوسوتا ان طرقا بديلة تختلف عن طرق استخدام «البوليغراف» الحالية تبدو اكثر فاعلية، مثل طريقة اختبار تسمى «معرفة الذنوب»، ترصد فيها آلة البوليغراف نفسها ردود افعال المشبوهين لدى مشاهدتهم لبعض الاشياء مثل سكين ومسدس اكتشفا في مسرح الجريمة، فهنا تستجيب أجسامهم لرؤية الشيء بطريقة مختلفة يمكن رصدها. الا ان مشكلة هذا النوع من الاختبارات تتمثل في ضرورة معرفة المحققين لكل جوانب الجريمة وتفاصيلها كما تقول جنيفر فيندميا الباحثة بجامعة كارولينا الجنوبية التي تطور طريقة دراسة موجات دماغ المشبوهين، وهي تقول عن الاكاذيب ان «سرد الاكاذيب عملية ادراكية شأنها شأن أي من العمليات المشابهة مثل حل مسألة رياضية، ولذلك عليك ان تشغل عدة مجالات للنشاط الادراكي للدماغ، فعليك اولا ان تستقبل المعلومات الصحيحة (الحقيقية، الصادقة) من ذاكرتك، ثم تمنعها (توقفها، او تبطلها)، ثم تخلق استجابة مزيفة، ثم تتخذ قرارا بطرح تلك الاستجابة امام العلن.. وهذا كله يشغل عدة مناطق من الدماغ». وتطور الباحثة في علم النفس طرقا لقياس هذه الخطوات التي ينفذها الدماغ، وتقول ان طريقة رصد موجات الدماغ ناجحة بنسبة 94 في المائة في التجارب المختبرية، وهي تتوقع انتاج جهاز لكشف الكذب بطريقتها بحلول عام 2010.

وكان لوانيس بافليديس البروفيسور بجامعة تكساس وجيمس ليفاين الباحث في «مايو كلينيك» قد اختبرا طريقة للكشف عن الكذب برصد الحرارة قرب العينين، وهي تنتج عند ازدياد تدفق الدم لدى الاشخاص الكاذبين. ويقول بافليديس ان جهازا لمسح حرارة الوجه وكشف الكذب سيكون جاهزا في منتصف عام 2005 المقبل.