فحم مصري من حطب القطن بديل لعظام الحيوانات لتكرير السكر

TT

تمكن فريق بحثي مصري من الحصول على فحم منشط من حطب القطن أحد المخلفات الزراعية في مصر، أمكن استخدامه بديلا للفحم الحيواني في تنقية وتكرير وتبييض السكر.

ويقول استاذ الكيمياء الفيزيائية بالمركز القومي للبحوث، التابع لوزارة البحث العلمي في مصر، الدكتور بديع سلامة جرجس لـ«الشرق الأوسط» ان تكرير السكر يستهدف التخلص من المواد غير السكرية التي تؤثر على حصيلة وجودة السكر في نفس الوقت، وإنه من المواد التقليدية الشهيرة المستخدمة في التنقية اللونية النهائية، وقد بدأت محاولات انتاج الفحم من النباتات التي تنافسه، وتتميز بامكان استخدامها أكثر من مرة، ثم أن هذا الفحم النباتي المنشط المحبب يعتبر مادة غالية الثمن الآن يصل سعر الطن منه الى أكثر من 15 ألف جنيه مصري، الأمر الذي دفع الفريق البحثي الى دراسة المخلفات الزراعية المصرية بحثاً عن نوع منها يصلح لإنتاج هذا الفحم النباتي المنشط المحبب. ويذكر العالم المصري أن التجارب أجريت بمعامل شركة السكر بدشنا في محافظة قنا في قلب صعيد مصر الجنوبي، بغرض استكشاف صلاحية حطب القطن الذي يتخلف منه سنوياً في مصر أكثر من مليوني طن، وقد أثبتت التجارب أن الكاربون المحضر من حطب القطن صالح في معالجة الشراب السكري الملون الذي يتم انتاج السكر منه، ولا يقل إلا حوالي 5 في المائة تقريباً عن أداء الفحم الحيواني أثناء دورة المعالجة على أربعة أيام مستمرة، إذ استمر 4 أيام يعطي نتائج تتكافأ تماماً مع الفحم الحيواني، ثم يعاد التجديد بالتنشيط الحراري، مؤكدا ان التجارب الخاصة بخلط الفحم النباتي والحيواني معاً أثبتت أيضاً صلاحيتها للعمل معاً والحصول على نفس النتائج، مما يمكن معه الاستبدال بجزء من الفحم الحيواني جزءاً من النباتي، ولو جزئياً على مدار الوقت.

ويوضح أن حطب القطن يعد المخلف الزراعي المحلي الأول الذي أمكن تحويله الى مادة عالية الفائدة، وهي هذا الكربون المنشط الذي أعطى صلاحية عالية في صناعة السكر التي تستهلك كميات كبيرة منه علاوة على امكان استخدام هذا الفحم أيضاً في عمليات أخرى في مجالات متعددة مثل تنقية مياه الشرب، ومعالجة مياه الصرف الصناعي، وتنقية المواد الغذائية وغيرها، بخلاف أن المادة الخام، أي حطب القطن، متوافر في مصر وبسعر زهيد، وأن محتواه من الرماد قليل، ويمكن انقاذ البيئة من ملوثاته مع المخلفات الزراعية الأخرى كقش الأرز وعيدان الذرة.

وقد شاركت في هذه الدراسة أيضاً كلية العلوم في جامعة أسيوط ومحافظة قنا الى جانب شركة السكر والمركز القومي للبحوث.