في نجاح يهدد بتحويل الإنسان إلى عبد: تلاعب جيني يحول القرود إلى قطيع ينفذ أعمال السخرة

TT

اكتشف علماء اميركيون طريقة للتلاعب بواحد من الجينات لدى القرود، وتحويلها الى نوع من العبيد ينفذ اعمال السخرة، بعد ان اصبحت مخلوقات تؤدي اعمالا رتيبة من دون ان يصيبها الضجر. وتحولت نتائج البحث الى موضع للتساؤلات حول احتمال توظيف الطريقة، في استعباد البشر. واظهرت الابحاث على قرود الريص، وهي قرود هندية قصيرة الذيل، انه يمكن ولأول مرة تغيير سلوك المخلوقات بشكل لا رجعة فيه، وتحويلها من مخلوقات عدائية الى مخلوقات «طائعة». ويتشابه الجين الذي أخضع للتغيير مع جين يوجد لدى الانسان. وكان العلماء قد شرعوا في بحثهم اصلا لعلاج حالات الأمراض العصبية لدى الانسان.. ونجح العلماء اثناء تلاعبهم الجيني في قطع الصلة بين عمل المخلوقات وبين حاجتها الى نوع من المكافأة مقابل ذلك العمل، ونشرت تفاصيله في مجلة «نيتشر نيروساينس» المتخصصة في العلوم العصبية. وقام العلماء بوقف عمل جين يطلق عليه «دي 2» الذي يقطع الصلة الرابطة بين «الهمّة» وبين «المكافأة المنشودة». وأخذ القرود ينفذون اعمالهم بنفس الهمة والأداء حتى بعد قطع أي صلة لهم بـ«المكافأة» المتوقعة.

ونقلت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية عن باري ريتشموند الباحث في المعهد القومي للصحة العقلية في الولايات المتحدة الذي اشرف على البحث، قائلا: «لقد تمكنا من إزالة هذه الصلة، ثم خلقنا وضعية يتم فيها إجراء أعمال روتينية من دون أي مكافأة». وشملت التجارب تنفيذ اعمال لتحريك عتلات حال تغير الألوان على الشاشات المقابلة للقرود. وفي العادة، فان القرود تبذل كل جهدها متوقعة الحصول على المكافأة بنهاية العمل، لكنها، وبعد حدوث التلاعب الجيني، ظلت تعمل بجهد كبير وبسرعة من دون ابداء أي تذمر او شكوى. واضاف ريتشموند «ان غالبية الناس تندفع لتأدية اعمالها ببذل جهدها وهمتها متوقعة الفوز إما بمكافأة مالية او بكلمة من الشكر الجزيل. إلا ان العلماء وجدوا في هذه الاختبارات، ان ازالة الصلة الرابطة بين هاتين الحالتين، تؤدي الى وضعية يسود فيها العمل المتكرر والروتيني من دون الحاجة الى أي مكافأة».

وكان الهدف الاساسي للدراسة البحث عن طرق لعلاج بعض الامراض العقلية والنفسية.

وقال الباحث الاميركي «ان المصابين بالكآبة مثلا، يختلفون بأنهم يعتقدون انه لا توجد مكافأة تستحق بذل أي جهد لنيلها، ولذلك فان العمل هو حمل ثقيل. اما المرضى المصابون بالهوس، فانهم يعملون ويعملون ويظلون غير راضين عن نتائج عملهم». واشار الى ان القضايا التقنية المتعلقة بالتلاعب النهائي بهذا الجين لدى البشر لا تزال معقدة وشائكة. ومع ذلك، فقد اعترف بأن المعارف العلمية والطرق الحديثة لتغيير جسم الانسان وسلوكه قد أضحت غير بعيدة عن التطبيق في المستقبل القريب.