رياضة الدراجات تقلل نسبة الكوليسترول والضغط على العمود الفقري

بعد تقييم 700 دراسة: سياقة الدراجات تقلل مخاطر الأمراض العصرية

TT

لا يطالب الأطباء الألمان الناس بركوب الدراجات الهوائية ودخول المنافسات العالمية في سباق فرنسا للدراجات (فرانس تور) مثلا، لكنهم ينصحون مراجعيهم بضرورة الإكثار من سياقة العجلتين رغبة في تجنب أهم مخاطر العصر المرضية: الجلطة وآلام الظهر المزمنة وأمراض المفاصل والصداع والتوتر النفسي.

ونشرت مجلة «الدراجات الهوائية والصحة» نتائج دراسة جديدة أجرتها جامعة كولون الرياضية بالتعاون مع دائرة الصحة المحلية وشركة انتاج الدراجات الهوائية المعروفة «سيلله رويال»، ذكرت أنها اكبر دراسة من نوعها عن العلاقة بين ممارسة رياضة ركوب الدرجات الهوائية وصحة الإنسان. وحرص فريق العمل بقيادة البروفسور انغو فروبوزة، رئيس قسم الصحة في جامعة كولون الرياضية والمختص في شؤون الرياضة الوقائية، على دراسة وتقييم 700 دراسة عالمية حول الدراجات. وركز فريق البحث على الكشف عن علاقة سياقة الدراجات الهوائية بآلام المفاصل، وآلام الظهر المزمنة، والصداع وأمراض القلب والدورة الدموية.

وتظهر نتائج البحث أن قيادة الدراجات الهوائية بشكل منتظم تقلل سرعة نبض القلب، كما تقلل ضغط الدم، وتعزز قدرات عضلات القلب على ضخ الدم. والمهم، حسب فروبوزة، هو أن رياضة الدراجات تقلل نسبة الكوليسترول السيئ في الدم. ويمكن لهذه الرياضة أيضا أن تقلل الشد على العمود الفقري، وأن تعزز قامة الإنسان الطبيعية، في حالة قيادة الدراجة بوضع صحيح. وقال فروبوزة، ان الوضع الصحيح عند القيادة هو مد الجذع إلى الأمام قليلا، وإراحة الجزء الأعلى من الجسم على المقعد. ويمكن لحركة الرجلين المنتظمة على الدراجة أن تقلل مخاطر الانزلاق الغضروفي في المنطقة القطنية التي تعتبر أكثر عرضة لهذه الحوادث من غيرها، وهذا يقوي عضلات الظهر ويثبت العمود الفقري في وضعه الطبيعي.

وتثبت العديد من الدراسات العالمية التي صنفها فريق العمل أن أسباب آلام الظهر هي قلة الحركة في معظم الأحوال. وتعمل الحركة على الدراجة على تحريك عضلات العمود الفقري الصغيرة التي تربط بين الفقرات، وتحسن انتشار الدم فيها، وتقلل إلى حد بعيد احتمالات الانزلاق.

وأكد فروبوزة أن قيادة الدرجات لا تقل فائدة عن الهرولة المنتظمة، إلا أنها تسلط ضغطا أقل على مفصل الركبة، لأن 80% من ثقل جسم الراكب يقع على المقعد. ويتضح أن مستخدمي الدراجات الهوائية يعانون أقل من غيرهم من آلام الركبة الروماتيزية. عدا عن هذا فإن العجلات الدوارة التي يركب عليها الإنسان تضمن توزيع القوى والثقل على المفاصل وتوفر أفضل وضعية لتحسين انتشار الدم والمواد الغذائية إلى الغضاريف. ويقلل ركوب الدراجة الهوائية المنتظم من احتمال الإصابة بالتهابات المفاصل، ويضمن للإنسان قدرات على المشي والركض في عمر متقدم.

ووضع فريق العمل بعض الإرشادات التي تعين الراغب في الحصول على أفضل النتائج الصحية من قيادة الدراجات الهوائية. وتثبت التجارب المختبرية على سائقي الدراجات أن التأثير الإيجابي على العضلات والمفاصل وانتشار الدم يبدأ بعد 10 دقائق، وأن التأثير الإيجابي على القلب والدورة الدموية يبدأ بعد 30 دقيقة. ويكتسب سائق الدراجة الهوائية تأثيرات إيجابية «ثابتة» بعد مرور 40 دقيقة من القيادة، وتبدأ عملية تفكيك الشحوم والتخلص منها بعد 50 دقيقة.