المختبر الفيزيائي الأوروبي للأبحاث النووية يحتفل بالذكرى الخمسين لإنشائه

TT

احتفل المختبر الفيزيائي الاوروبي للأبحاث النووية المعروف اختصارا بـ «سيرن» بالذكرى الخمسين لتأسيسه في حفل أقيم فيه الثلاثاء الماضي بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات والسفراء. ويعتبر المختبر الأول من نوعه في اوروبا وهو اكبر المخابر العالمية للأبحاث الذرية، حيث تأسس عام 1954 واتخذ موقعا له على الحدود الفرنسية السويسرية القريبة من بلدة ميران. وكان للمختبر الفضل في إجراء أبحاث علمية متواصلة على تجارب تفتيت الذرة، والاكتشافات التي تبعتها والتي أدت الى فهم اعمق لحركة الأجرام السماوية والانفجارت الكونية. ولعل اكبر الاكتشافات التي حققها المختبر عام 1990 عندما أطلق تصوره المبكر لربط أجهزة الكومبيوترات بعضها ببعض فيما يعرف بشبكة العنكبوت الدولية الإلكترونية والتي تعرف بالحروف المشهورة المختصرة WWW وتعرف حاليا بشبكة الإنترنت. وكان العالم تيم بيرنيرز لي وراء تطوير هذه الصلة الإلكترونية الرابطة التي أثرت بشكل كبير على تقنيات الاتصالات الدولية عبر شبكة الإنترنت. وكان المخبتر اول من طبق هذه الطريقة في الاتصالات.

ويضم المختبر بالإضافة الى الدول الأوروبية العشرين الأعضاء ست دول مراقبة وهي: الولايات المتحدة الأميركية وروسيا الاتحادية واليابان وتركيا واسرائيل والهند. وقد عمل المختبر على توسعة نشاطه منذ عام 1983 ببناء نفق كبير تحت الأرض يلغ طوله 40 كلم تجرى فيه ابحاث تفتيت الذرة، حيث تتسارع الذرات فيه بسرعات عالية للتصادم مخلفة جسيمات دقيقة ساهمت في تطوير الأبحاث حول مفهوم المادة وحركة المجرات.

وتعتبر فرنسا وألمانيا من اكبر الدول الممولة لأبحاث هذا المختبر العالمي بما تقدمه من علماء وباحثين حيث يتعامل المخبتر مع اكثر من 7000 عالم فيزيائي في العالم، بينما يعمل فيه ما يقارب 2500 موظف وخبير وعالم في كافة مجالات الأبحاث الفيزيائية والذرية منهم اكثر 400 عالم روسي. وتتابع أعمال هذا المخبر عدد من الدول مثل الصين وكوريا.

ويوجد نفق المختبر الكبير على عمق 100 متر تحت الأرض ويمتد على مساحة كبيرة، ويأمل الباحثون فيه باجراء تجارب عام 2007 اكثر جرأة في تعجيل الذرات في اتجاهين ليتم التصادم بسرعة 40 مليون مرة في الثانية الواحدة. وتشير ابحاث المخبتر ان عملية تفتيت الذرات، وتسريع الجسيمات الدقيقة قادت الى ظهور مواد جديده قلبت مفاهيم الفيزياء الحديثة ومكنت الإنسان من فهم أسرار الكون والحياة على الأرض. وتجدر الإشارة أخيرا الى ان اسرائيل توفد سنويا علماء لمتابعة أبحاث هذا المختبر، كما شارك بعض العلماء العرب في نشاطاته.