كومبيوترات محمولة باليد تساعد الأطباء في إنقاذ المرضى

تسهل تحديد جرعات التركيبة الدوائية اللازمة للعلاج وتحرير الوصفات الطبية

TT

في اولى حملة لتوظيف الابتكارات التكنولوجية الحديثة التي يعتقد العديد من الأطباء أنها ستنقذ الأرواح وتوفر الأموال، يحصل آلاف من الأطباء على مساعدة مهنية من الكومبيوترات المحمولة باليد التي تنتجها شركة «بالم» وغيرها من الشركات. وتسمح هذه الاجهزة الالكترونية النقالة للاطباء بانقاذ المرضى بعد التعرف مباشرة على وضعهم في حالات الطوارئ، وعلى الادوية وانواع العلاج الذي اعطي لهم، منعا للاختلاطات الخطيرة المحتملة.

لو قام الفريق الطبي بما يقوم به عادة، لهلك المريض خلال دقائق. هذا ما قاله الدكتور ديفيد جارفيس عندما فحص المريض الذي كان مصابا بجلطة ادت الى النزف مما استدعى ادخاله الى وحدة العناية الفائقة بالمستشفى. وتذكر جارفيس تحذيرا من ايام دراسته الربيع الماضي في كلية الطب، وهو حدوث نتائج مميتة لدى خلط عقارين عاديين وهما الديلانتين والدوبامين. وكان المريض قد اعطي جرعة كبيرة من الديلانتين للسيطرة على النوبات الناتجة عن الضغط على الدماغ. وكانت ممرضة العناية الفائقة تحضر حقنة دوبامين الذي يعطى للمرضى الذين يعانون من انخفاض شديد في ضغط الدم.

ويقول الدكتور جارفيس: «لكي اكون متأكدا راجعت جهاز المنظم الشخصي بجانب المريض، ثم استخدمت عقارا آخر تماما، هو الذي أبقاه حيا»! ويقول مناصرو التكنولوجيا الجديدة ان هذه الأجهزة ستحسن بشكل ملحوظ ظروف سلامة المريض، بتخفيض عدد الأخطاء التي تؤدي الى الآلاف من حالات الوفاة كل عام، ولذلك يستخدم الأطباء هذه الأجهزة كمرجع، ولكتابة الوصفات الطبية، ومراقبة الفواتير. ويتنبأ البعض بأن إدخال هذه الأجهزة في الشبكات السلكية واللاسلكية، قد يقود الى توفير هائل في التكاليف للأطباء وشركات التأمين والصحة بعد تخفيض كميات الأوراق، وتقليل التأخير لدى الموافقة على دفع المستحقات. ويمكن ان تفيد الاجهزة في هذا الميدان الشاسع من التعاملات الذي يعاد فيه التدقيق سنويا في 3 من كل 10 من الوصفات الطبية التي يقدر عددها الصادر كل عام بثلاثة مليارات وصفة، وذلك بسبب سوء كتابة الوصفة من قبل الطبيب او بسبب قواعد التأمين.

واثناء ذلك قد يتفادى الزبائن تأخيرات مزعجة، ان عرف طبيبهم أي أدوية يغطيها تأمينهم الصحي قبل كتابة الوصفة الطبية. وكما هو الأمر مع معظم الابتكارات التكنولوجية فانه توجد هناك مساوئ، من ضمنها «تشويش حدود الخصوصية»، وضمان العلاقة الأخلاقية بين الطبيب والمريض. ولكن بالرغم من هذه المسائل ظهرت صناعة جديدة، واستجاب حوالي خمسين شركة معظمها جديدة، لنزعة «المعالجة الرقمية».

ويمثل الأطباء بشكل عام جمهور المستقبل لهذه التكنولوجيا، إذ تظهر بيانات الصناعة أن حوالي 20 بالمائة من الأطباء في أميركا يستخدمون جهازا محمولا باليد ولو لمتابعة برنامجهم ومراقبة أسعار الأسهم.

وتتلقى شركات جديدة مثل «ئي. بوكراتس» التي توفر معلومات سريعة حول جرعات العقاقير وتفاعلها، وشركة «باركستون ميديكال إنفرميشن سيستمز» التي طورت برنامج كتابة الوصفات الطبية، مساعدة من شركات مثل «بالم» أو «مايكروسوفت» التي تتنافس في ما بينها على توفير برامج التشغيل لهذه الأجهزة.

وتعمل في هذا الميدان شركات كبيرة أخرى لها حصة بهذا السوق مثل «آي. بي. إم» و«سيمنز» و«ويب إم. دي» وشركات أدوية مثل «جونسون آند جونسون» و«إيلاي ليلي» و«جلاكسو ويلكم» و«بريستول ـ مايرز سكويب» وشركات إدارة منافع الصيدلة مثل «ميرك ـ ميدكو» و«أدفانس بي. سي. إس» و«إكسبرس سكربتس».

وقام حوالي تسعين ألف طبيب بتنزيل إصدار مجاني من «اي .بوكراتس» وهو برنامج مراجع العقاقير للأجهزة المحمولة يدويا يستشيره أطباء مثل الدكتور جارفيس ليتأكد من تفاعل العقاقير والجرعة المناسبة والأعراض الجانبية. وتقوم عدة شركات بإدخال برامج تمكن الطبيب من إعداد الوصفات الطبية للطباعة أو إرسالها بالفاكس أو خلال وصلات إنترنت لاسلكية.

* خدمة نيويورك تايمز. خاص بـ«الشرق الأوسط» =