الامتصاص بدل التدخل الجراحي في معالجة انزلاق القرص الغضروفي في العمود الفقري

أطباء ألمان يصممون آلة ماصة لتخفيف الضغط على القرص

TT

استخدم أطباء العاصمة الألمانية السابقة بون، آلة صغيرة ماصة قالوا إنها تخفف الضغط عن القرص الغضروفي الفاصل بين الفقرات، وتحرر المصابين من آلامهم المبرحة. ويفترض أن تعوض الآلة الماصة عن التدخل الجراحي في معالجة الآلام التي تستعصي على العلاج السريري ولا يتبقى غير التدخل الجراحي كخيار لعلاجها أمام الأطباء.

وذكر الطبيب كلايتون كرافت، من جامعة بون الطبية، أن من الممكن التخلي عن العلاج الجراحي إذا كان انزلاق القرص ضئيلا ولم تتمزق الأنسجة حوله تماما. وتعتمد الطريقة على ازالة مصدر الألم، أي كبت الألم الناجم عن الضغط المسلط على العصب الواقع تحت القرص والأنسجة، وذلك من خلال تقليل الضغط المسلط عليه. وصمم الأطباء لهذا الغرض آلة امتصاص حلزونية صغيرة أطلقوا عليها اسم «مرغّي الحليب» (أي عمل رغوة للحليب) بالنظر لتشابه شكله مع الآلة المستخدمة في ترغية الحليب في المطاعم.

وتجري عملية الامتصاص، التي يطلق الأطباء عليها اسم «نيوكليوبلاستي» Nucleoplasty، تحت تخدير موضعي ومن خلال المراقبة بواسطة جهاز الأشعة. يزرق الأطباء حقنة إلى وسط القرص الفقري تماما ويستخدمونها كممر إلى منطقة الانزلاق، وهي عملية تتطلب الكثير من الدقة، حسب تصريح كرافت، لأن العصب هنا لا يبعد سوى بضعة مليمترات. ومن خلال الممر يزرق الأطباء حقنة أخرى طويلة، في رأسها لولب حلزوني، ترتبط بالآلة الماصة. ينفذ الرأس الحلزوني داخل القرص من خلال حركة لولبية ويمتص نحو غرام واحد من مادة القرص الهلامية. وتكرر العملية في مواقع متعددة من القرص حول العصب إلى أن يفقد القرص شيئا من كتلته وتتكون حجرة خالية حول منطقة العصب المصاب، وهذا بالطبع سيقلل الضغط المسلط على العصب إلى حد كبير. وأكد كرافت أن هذه العملية «المصغرة» صالحة فقط بالنسبة للمرضى الذين لم يتضرر القرص لديهم كثيرا، وبالضبط فإن الأطباء في بون يجرون هذه العملية فقط حينما يكون القرص ما يزال يحتفظ بـ 75% من سمكه وحينما يكون انحراف القرص لا يزيد عن 30% عن العمود الفقري، عدا ذلك، وحينما تكون الأنسجة المحيطة ممزقة أيضا، فلا ينفع في هذه الحالة غير التدخل الجراحي.

وتتميز عملية «نيوكليوبلاستي» عن العمليات الجراحية للقرص الفقري بأنها تجري تحت تخدير موضعي، لا تستغرق اكثر من 20 الى 30 دقيقة، ولا تتطلب رعاية طبية لفترة ما بعد العملية تزيد عن يوم أو يومين، ويمكن للمريض العودة لممارسة الأعمال الخفيفة بعد أيام من إجراء العملية، إما الأعمال الثقيلة فتتطلب بين اسبوعين و3 أسابيع من الرعاية والانتظار. ومعروف أن الأطباء حتى الآن يفضلون الجمناستك الخفيف والعلاج الطبيعي في حالات انزلاق القرص، ويعمد الأطباء إلى العقاقير المسكنة بهدف تقليل الآلام الناجمة عن ضغط القرص على العصب، ولا يتبقى أمامهم غير التدخل الجراحي في الحالات المستعصية.