جلد بشري صناعي للتجارب المختبرية على مواد التجميل

رقاقات من خلايا بشرية صممت كبدائل تجريبية لاختبار تأثير المراهم والمساحيق

TT

يبدو ان قرار حظر اجراء التجارب على الحيوانات المختبرية في قطاع انتاج المكياج والمواد التجميلية في المانيا قد حقق اولى نتائجه التي صفق لها انصار «جمعية الرفق بالحيوان». اذ اعلن معهد فراونهوفر للتقنية البيولوجية من مقره في شتوتجارت، عن توصله لانتاج شرائح جلدية بشرية للاستخدامات المختبرية اطلق عليها اسم skinChips. وتحرر اكثر من 750 ألف حيوان يجري التضحية بها سنويا خدمة للتجارب الرامية للحفاظ على جمال الانسان ونعومة بشرته.

وعبر توماس جريفة الذي قاد فريق البحث في شتوتجارت عن امله بان ينهي الاكتشاف الجديد بحث الاطباء الالمان الدائب عن بدائل مختبرية للحيوانات في قطاع صناعة اصباغ الاظافر واحمر الشفاه والعطور وغيرها. وذكر الباحث ان البشرة الجديد المصنعة تحتوي على خلايا بشرة انسانية تتألف من عدة طبقات، وهي مؤهلة بالتالي لكشف ردود فعل الجسم على المواد المختلفة في طبقات الجلد العميقة. وهذا يعني ان الشرائح الجديدة، وخلافا للشرائح الجلدية المستخدمة في المختبرات والمؤلفة فقط من خلايا طبقة الجلد الخارجية Epidermis، تقترب في تكوينها الى حد كبير من بشرة الانسان الحي.

وحسب معطيات جريفة فان الشرائح الجلدية التي صنعها لها ثلاثة ابعاد ، أي سمك محسوس ايضا، وتتألف من طبقة تحتية من الخلايا الفايبروبلاستية تمثل طبقة البشرة السفلى تليها طبقة متعددة المستويات من خلايا طبقة الجلد الخارجية تنتهي بطبقة من الخلايا المتقرنة التي تمنح الشريحة صفة الجلد الحي. وهذا ليس كل شيء، حسب معلومات الباحث ، لأن البشرة المختبرية الجديدة مزودة كما هو الحال في الجلد الحي بطبقة بينية رقيقة اسمها الصفيحة القاعدية BasalLamina.

وتبلغ مساحة شرائح البشرة الجاهزة مساحة اظفر اصبع اليد وتصلح لاختبار مختلف المواد عليها من مساحيق الصابون الى العطور والصبغات الكفيلة باثارة حساسية الجلد او تعريضه لمخاطر الاصابة بالسرطان. ويشمل هذا اختبار المواد السائلة والمراهم والمساحيق وغيرها.

وتزامن الاعلان عن البشرة المختبرية الجديدة مع نتائج دراسة اميركية نشرتها مجلة «انترناشيونال جورنال اوف كانسر» المتخصصة في دراسة السرطان، وحذرت من دور اصباغ الشعر في اصابة نسبة من النساء والرجال بسرطان الجلد والمثانة، وهي دراسة اجرتها الدكتورة مانويلا جاجو من جامعة ساوث كاليفورنيا على الحيوانات المختبرية وتكشف نشاط بعض اصباغ الشعر كمحفزات للاصابة السرطانية. وتشير الدراسة الى ان اصباغ الشعر تزيد احتمال اصابة الانسان بالسرطان بنسبة 50 في المائة مع احتمال ارتفاع الخطر الى 500 في المائة بعد عشر سنوات.

وأجريت الدراسة على 1514 شخصا مصابا بسرطان المثانة من كاليفورنيا مقابل 1514 انسانا سليما من ذات المنطقة استخدموا كمجموعة مقارنة. واتضح فعلا ان 897 مريضا بالسرطان كانو من المستخدمين الدائميين لاصباغ الشعر شكلت النساء معظمهم.