الباحثون الأوروبيون يبتكرون روبوتا قادرا على تغيير شكله

إنسان آلي يستخدم في شتى الأغراض الطبية والفضائية والتعليمية

TT

استلهاما من بيولوجيا الخلايا قام الباحثون الأوروبيون بابتكار روبوت قادر على التحول إلى عدة أشكال. وفي المعرض الذي أقامته جمعية تكنولوجيا المعلومات «آي أس تي» في لاهاي في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) أصبح ممكنا لهذا الروبوت استخدامه في عدة حقول تتراوح من الطب والتسلية إلى استكشاف الفضاء والتعليم. وفي مشروع بناء روبوتات شبيهة بالهايدرا (الخلية الأحادية التي تتخذ أشكالا كثيرة) تم فتح آفاق جديدة في مجال صناعة الروبوتات واستخدام الذكاء الصناعي من خلال تصميم بسيط وفعال جدا يسمح للأدوات كي تغير أجسامها لأي هيئة كانت والقيام بمجموعة من الأنشطة المختلفة.

وقال هنريكس هوتوب لاند البروفيسور في معهد مايرسك «نحن اكتشفنا أن المخلوقات التي يبتكرها الإنسان ليست قادرة فقط على تغيير سلوكها، بل شكلها خلال سنوات عمرها، وهذا شيء لا يصدقه الكثير من الناس».

وقال لاند «نحن وضعنا التصميم استنادا إلى الكيفية التي تتفاعل الخلايا البيولوجية مع بعضها البعض وكيف تتحرك وتموت وتعيد هيكلة نفسها ونحن حاكينا ذلك في الوحدات المكونة لهذا النوع من الروبوتات، وبفضل ذلك أصبح ممكنا بناء قوالب روبوتية تبدو كأنها شبيهة جدا من سبحة من الذرات أو الخلايا حينما يتم ربط بعضها ببعض.. إنها أول الروبوتات من هذا النوع، خصوصا من حيث بساطة تصاميمها وقدرتها على التحول من شكل إلى آخر».

وقال لاند «كلما زادت الوحدات المكونة للجهاز أصبحت الأشكال التي ننتجها أكثر طرافة والوظائف التي يمكننا أن تطبيقها.. على سبيل المثال يمكن للتصميم أن يبدأ كسيارة صغيرة مع أربع وحدات تمس الأرض حيث تصبح الأخيرة وكأنها أربع عجلات في وقت تكون وحدات البناء الأخرى رابطة لها. وقد تقف السيارة عند حفرة في الجدار وعند ذلك تبدأ الوحدات بالتواصل فيما بينها لتتلبس شكل أفعى. وبعد تحركها تتواجه مع السلم فتتحول سيارة مرة أخرى للتمكن من تسلقه».

وزودت كل وحدة بناء من الروبوت بأجهزة تحسس للأشعة تحت الحمراء لتقصي الوحدات والأشياء الأخرى، ثم هناك محولات للأشعة تحت الحمراء وأجهزة استلام للتواصل فيما بينها.

ثم تسلم الأوامر. وفي داخل الروبوت هناك أربعة أجهزة تحريك وتكون موجودة في قلب كل وحدة بناء وتسمح للروبوتات بالعمل بشكل اوتوماتيكي بينما تقوم أجهزة التحسس الإضافية بقياس الحركة وسرعة الدوران ودرجة الميل.

ويرى لاند أن القدرات الكامنة في هذا الروبوت الذي يدعى «أترون» تتمثل في استخدامه في التعليم والتسلية. وسيستخدم مبدأ بناء هذا الروبوت في الألعاب وستكون أكثر تقدما من أي كلب لعبة يتحرك تم صنعه حتى الآن.

وقال لاند «في الأساس هذا هو مشروع للبحث من خلاله تمكنا أن نبرهن أن الروبوتات القادرة على تبديل أشكالها قابلة على الصنع.. والآن هي قضية جعل الناس يعرفون حولها وأن يروا بأنفسهم كم يفتح هذا الروبوت آفاقا جديدة للمستقبل».