انتهاء محادثات المناخ في الأرجنتين من دون إحراز تقدم كبير

TT

بوينس ايرس ـ الوكالات: انتهت محادثات الامم المتحدة بشأن التغيرات المناخية، في وقت مبكر أمس من دون احراز تقدم يذكر، بعدما كبحت الولايات المتحدة ومنتجو النفط وكبار الدول النامية خطوات حملة للاتحاد الاوروبي نحو مزيد من الخفض للانبعاثات الغازية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري للارض.

ورغم ان مفاوضين قالوا انهم توصلوا الى اتفاق في الساعات الاخيرة للمحادثات، الا ان الاتحاد الاوروبي أوضح ان الاتفاق لا يفي بهدفه بشأن استئناف المحادثات بعد عام 2012، عندما ينتهي أجل معاهدة كيوتو التي تهدف الى خفض انبعاثات الغازات. وكان الجانبان يتجادلان على مدى الاسبوعين الماضيين حول فرص تنظيم اجتماعات غير رسمية في 2005، لبحث مستقبل المفاوضات المتعلقة بالمناخ وما ينبغي فعله مع انتهاء المهل المنصوص عليها في بروتوكول كيوتو لسنة 1997 . وحصل الاميركيون على مطلبهم بعقد اجتماع واحد غير رسمي في مايو (ايار) وليس عدة اجتماعات كما يطالب الاتحاد الاوروبي.

في المقابل، حصل الاوروبيون على مطلبهم المتعلق باستمرار هذا الاجتماع عدة ايام، وان لا يقتصر على تبادل المعلومات حول السياسات الحالية المتبعة في مكافحة التغير المناخي، وان يشمل كذلك السياسات المستقبلية.

وكان عدد من كبار المسؤولين قد غادر اول من امس، وبدا لعدة ساعات ان المؤتمر سينتهي من دون التوصل الى اتفاق في ظل اجواء وصفها وزير البيئة الفرنسي سيرج لوبلتييه بانها «متوترة».

وبسبب عدم تصديقها بروتوكول كيوتو، ستكتفي الولايات المتحدة بدور المراقب خلال الجولة الجديدة من المفاوضات المتعلقة بخفض الغازات الملوثة. ويصر الاتحاد الاوروبي على ان اي اتفاق بعد كيوتو لن يكون ذا معنى من دون الولايات المتحدة التي تنتج وحدها 23% من الغازات الملوثة.

وهكذا اقترحت الارجنتين عقد «حلقة للخبراء» وافقت واشنطن على حضورها، طالما لم يتم التطرق فيها الى المستقبل.

وجاء في نص الاتفاق ان الاجتماع سيشكل اطارا «لتحسين تبادل المعلومات حول العمليات التي من شأنها ان تقلل (غازات الدفيئة) والتكيف»، مع تبعات التغيرات المناخية. والهدف من الاجتماع مساعدة الدول على «مواصلة ايجاد ردود فعالة ومناسبة على التغيرات المناخية».

وستتبادل الحكومات كذلك معلومات حول «السياسات المتبعة لوضع التزاماتها الحالية موضع التطبيق»، وفق النص الذي يشير الى الاتفاقين المناخيين اللذين تم التوصل اليهما في اطار الامم المتحدة، وهما اتفاقية 1992 التي وقعتها الولايات المتحدة، وبروتوكول كيوتو الذي رفضت التصديق عليه. واحتجت المنظمات الاميركية المدافعة عن البيئة بصورة شديدة على الموقف الاميركي اول من امس. وقال ستيف سوير من منظمة «غرينبيس» انه «خلال السنوات الثلاث الماضية فعلوا ذلك خلف الكواليس. اليوم يفعلونها في العلن. هدفهم هو تقويض بروتوكول كيوتو».

ويؤكد العلماء ان هناك حاجة ملحة لخفض انبعاثات الغازات الملوثة بنسبة 60% لتفادي حدوث اضرار كارثية على البيئة. وقال بيتر فان جيل وزير البيئة الهولندي، الذي رأس وفد الاتحاد الاوروبي «كثيرون يخشون التحدث عن المستقبل».

وبدأ الاجتماع الذي حضرته 200 دولة و6000 خبير بداية مشجعة قبل 12 يوما بعد تصديق روسيا على معاهدة كيوتو الشهر الماضي، وهي خطوة تسمح للاتفاقية ان تصبح سارية المفعول في فبراير (شباط) المقبل، بعد تأجيل استمر سبعة أعوام.