مركبة فضاء تبدأ فعليا هبوطها على قمر تيتان حول زحل وعملية إرسال المعلومات تبدأ منتصف الشهر المقبل

TT

انفصلت مركبة فضاء أوروبية التصميم امس الاول عن السفينة الأم التابعة لإدارة الطيران والفضاء الأميركية «ناسا» لتبدأ استكشاف قمر تيتان الغامض الذي يدور حول كوكب زحل في رحلة يأمل باحثون في ان تمدهم بمعلومات، عن واحد من اكثر الاجرام السماوية غموضا في المجموعة الشمسية.

وتلقى عاملون بالمحطة الارضية اشارة تفيد بأن المسبار «هويغنز» انفصل بنجاح عن المركبة كاسيني التابعة لـ «ناسا» ودخل في مسار تصادمي مع تيتان.

وتدير وكالة الفضاء الاوروبية المركبة هويغنز التي تهدف لتسليط الاضواء على القمر الوحيد في المجموعة الشمسية الذي يوجد به غلاف جوي، كما انه المكان الذي قد لا يوجد به سطح صلب. ويقول علماء ان الحقيقة من المؤكد انها ستكون اغرب من القصص الخيالية.

وقال جان بيير ليبريتون مدير مشروع المسبار هويغنز في وكالة الفضاء الاوروبية «يوجد العديد من الكتب حول هذا الموضوع.. وانني على ثقة بأنها جميعا على خطأ».

وتيتان من الاماكن التي تدور فيها قصص كثيرة تنتمي للخيال العلمي ، وحجمه أكبر من كوكبي بلوتو وعطارد. ويغلب على الغلاف الجوي فيه النيتروجين، مثل الكرة الارضية ولكن انخفاض درجات حرارة سطحه التي تصل الى 180 درجة مئوية تحت الصفر لا يساعد على استضافة اي نوع من الحياة.

وقال ديفيد ساوثوود مدير البرنامج العلمي لوكالة الفضاء الاوروبية ان الرحلة «يمكن اعتبارها رحلة الى الارض في مراحلها المبكرة». وقال ساوثوود وزملاؤه ان احد الاسئلة المهمة هي: هل يوجد سوائل على سطح القمر تيتان، حيث تمتلئ البحيرات بأمطار الميثان. ومن المأمول ان تنجح هويغنز في الاجابة على هذا السؤال بعدما قطعت في سبعة اعوام مسافة 5ر3 مليار كيلومتر ملتحمة بالمركبة الام كاسيني.

ويبلغ عرض المسبار هويغنز 7ر2 متر وهو على هيئة الطبق الطائر وكان من المقرر ان يهبط بتمهل عبر الغلاف الجوي لتيتان خلال ساعتين ونصف الساعة باستخدام ثلاث مظلات لتقليل السرعة. وبمجرد ان يصل الى سطح تيتان ، ان كان هناك سطح صلب ، فان من المتوقع ان يستمر هويغنز في العمل لمدة قصيرة ربما لا تزيد عن 30 دقيقة قبل ان تنفذ بطارياته.

وقالت روزماري ساليفانت، المتحدثة باسم الوكالة في مختبر الدفع في باسادينا (كاليفورنيا)، لوكالة الصحافة الفرنسية ان «المسبار انفصل بنجاح عن المركبة وكل الانظمة عملت كما كان مقررا ولم تسجل اي مشكلة». ويفترض ان يصل «هويغنز» الى القمر «تيتان» خلال عشرين يوما، اي في الرابع عشر من يناير المقبل.

وسيبقى المسبار صامتا حتى بدء تشغيل نظام على متنه قبل وصوله الى الطبقات الجوية العليا للقمر. وعندها سيبدأ بالهبوط في جو القمر الذي سيتم تحليل تركيبته الكيميائية في تلك المرحلة.

وستبث المعلومات التي يتم جمعها خلال عملية هبوط «هويغنز» التي ستستغرق حوالى ساعتين ونصف الساعة، الى المركبة «كاسيني».

وستقوم «كاسيني» بعد ذلك بتوجيه المعلومات الى الارض عن طريق المحطتين «ديب سبيس نتوورك» التابعة لوكالة الفضاء الاميركية ومختبر باسادينا وكذلك المركز التقني لوكالة الفضاء الاوروبية في دارمشتات (لمانيا).

وتحتاج الاشارات اللاسلكية الى اكثر من ساعة لقطع 1،25 مليار كيلومتر وهي المسافة التي تفصلها عن الارض.

والمسبار الاوروبي هو اول مركبة فضائية تقوم باستكشاف هذه البيئة «ميدانيا».

إلى ذلك اقتربت العربة الجوالة «اوبرتينتي» التي ما زالت حتى اليوم تستكشف سطح المريخ من الموقع الذي حط عليه الدرع الحراري الذي نزعته عنها خلال المراحل الاخيرة من هبوطها على السطح في 25 يناير(كانون الثاني) الماضي لتخفيف وزنها. ويبدو أن عثورها على درعها القديم قد أثار إعجاب المهندسين المشرفين على الرحلة في باسادينا.