خامة مصرية تحمي البيئة وتقلل تكلفة الزجاج والسيراميك والبورسلين

TT

في محاولة لخفض تكلفة بعض المنتجات وتوفير الطاقة، وحماية البيئة، والتي تتبناها أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، نجح فريق علمي في مصر في استخلاص وتجهيز خامات «النفلين سيانيت» التي تدخل في صناعات الزجاج العادي والسيراميك والصيني والبورسلين والألياف. ويقول رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا الدكتور فوزي عبد القادر الرفاعي لـ«الشرق الأوسط» إن الفريق العلمي أمكنه إحلال «النفلين سيانيت» والمحتوية على نسبة عالية من أكاسيد الصوديوم والبوتاسيوم محل كربونات الصوديوم والبوتاسيوم. والمعروف أن هذه الكربونات تعد من أغلى مكونات الزجاج، الأمر الذي انعكس على تقليل تكلفة إنتاجه بنسبة كبيرة، مشيراً إلى أن خامة النفلين سيانيت ذاتها مخفضة لدرجة حرارة الانصهار، لما تحتويه من مكونات، وأن هذه الخاصية استغلها الفريق العلمي فأمكنهم توفير الطاقة المستهلكة في صناعة الزجاج والمنتجات الأخرى التي تدخل منها خامة النفلين سيانيت، مما يقلل من التكلفة أيضاً.

ويذكر العالم المصري الدكتور فوزي الرفاعي ان استخدام هذه الخامة المصرية بما تحتويه في أكاسيد الصوديوم والبوتاسيوم تقلل من عملية التطاير التي تحدث عند استخدام كربونات هذه العناصر في مخلوط الزجاج، والتي تتسبب في التفاعل مع البطانة الحرارية للأفران، وكانت تقصر من عمرها، لكن استخدام خامة النفلين يمنع حدوث هذا التطاير ويوقف التفاعل مع بطانة الأفران، وهو الأمر الذي يزيد من عمر هذه الأفران لتقليل معدلات تآكل البطانة، مما ينعكس بالطبع على اقتصاديات التشغيل، وانخفاض تكلفة المنتجات، مؤكداً أن تجارب استخدام الخامة الجديدة قلل أيضاً من تلوث البيئة نتيجة لتقليل نسبة الكربونات في خلطة الزجاج، وأن احتواء النفلين على الالومنيا قلل من استخدام الألومنيا المحمصة والمتبلورة، لأن النفلين أقل سعراً منهما، وهو بالتالي ينعكس على الكلفة النهائية.

ومن جانبه أكد رئيس الفريق البحثي الدكتور عبد التواب نجم أن انخفاض أسعار وتكلفة النفلين سيانيت واحتوائها على نسبة أكاسيد الحديد وتقاربها مع نسبة الألومنيا يمكن للنفلين الإحلال محل الفلسبار كمصدر للألومنيا في صناعة الزجاج، مشيراً إلى أن التجارب نصف الصناعية استخدمت ذلك وأنتجت ألواح الزجاج الملون والزجاج عديم اللون، وكذلك في صناعة العبوات الزجاجية، وصناعة الألياف الزجاجية المحتوية على المكونات القاعدية، وفي صناعة زجاج المائدة، موضحاً أن هذه الاستخدامات تمثل 70 في المائة من المنتجات الزجاجية، مؤكداً أن الاختبارات أثبتت أن درجة الصلادة للزجاج السيراميكي خصوصاً المحتوى على النفلين في التركيب الداخلي تزداد زيادة ملحوظة وتصل إلى 862 كيلوغراماً لكل ملليمتر، وهذا المقياس يتفوق كثيراً على أعلى مقاييس الزجاج الأصلي، موضحاً أن هذا الزجاج السيراميكي يمكن استخدامه في واجهات المباني بدلا من الرخام الغالي الثمن، وكذلك في الأغراض الزخرفية.

ويوضح أن التجارب أجريت كذلك على استخدام هذه الخامة في صناعة منتجات الصيني للاستفادة من خفض درجة الحرارة وتحسين الصفات الميكانيكية، إلا أن زيادة نسبة الأكاسيد الملونة في الخامة أثر على درجة بياض منتجات الصيني، مؤكداً نجاح التجارب في استخدام خامة النفلين أيضاً في صناعة البورسلين المستخدم في بلاطات الأرضيات بديلا عن الفلسبار الغالي الثمن. وهو الأمر الذي يخفض من درجات حرارة الصناعة، مما يوفر الطاقة ويزيد من كفاءة المنتجات من النواحي الميكانيكية، علاوة على نجاح الخام في صناعة الأدوات الصحية لما له من مميزات أفضل من الخامات المستخدمة حالياً. كما أمكن الحصول على بلاطات ذات مكانة عالية تستخدم في الأرضيات ذات الاستعمال الشاق نظراً لاحتواء الخامة المصرية النفلين سيانيت على نسبة عالية من الحديد، مشيراً إلى توافر هذه الخامة بمنطقة «أبو خروق» بالصحراء الشرقية لمصر، ويمكن الاعتماد عليها في إنشاء صناعات ناجحة، ومنتجات تتمتع بقوة تنافسية من حيث الجودة وقلة كلفة المنتج، خصوصاً منتجات الزجاج باختلاف أنواعها والسيراميك والبورسلين ومنتجات الصيني.