باحثة مصرية تكشف نوعا من ديدان «النيماتودا» يكافح قواقع الدودة الكبدية والرئوية بيولوجيا

TT

تمكنت باحثة مصرية من اكتشاف نوع جديد من «النيماتودا» NEMATODA (وهي ديدان منها ما يتطفل على الانسان والنبات، ومنها ما يحيا في المياه والتربة) تقاوم قواقع العديد من الديدان التي تصيب الانسان والحيوان مثل بلهارسيا الامعاء أو المثانة والدودة الكبدية أو الرئوية, الامر الذي يمكن تماما من الاستغناء عن الكيمائيات في هذا المجال والاعتماد على المقاومة البيولوجية.

تقول الدكتورة كريمة عزام الباحثة بقسم الحيوانات الضارة بمركز البحوث الزراعية التابع لوزراة الزراعة المصرية لـ«الشرق الاوسط»، ان القواقع سواء الارضية منها أو المائية تعد عائلات وسيطة للعديد من الديدان التي تهدد الانسان والحيوان مثال بلهارسيا الامعاء وبلهارسيا المثانة والدودة الكبدية والدودة الرئوية، مؤكدة ان هذه القواقع يتم مقاومتها بالمبيدات الكيمائية التي تقضي على القواقع وفي ذات الوقت تحدث تلوثا بيئيا يساوي نفس الضرر تقريبا الذي تحدثه هذه الديدان بالانسان والحيوان.

وتذكر الباحثة المصرية انها حاولت البحث عن عنصر جديد للمكافحة البيولوجية لهذه القواقع كوسيلة آمنة للبيئة والانسان والحيوان، حيث نجحت في عزل نوع جديد من «النيماتودا» يسمى «فاسمارهابيديتيس» موجودة في الارض المصرية وامكن استخدامها بنجاح في مقاومة هذه القواقع كبديل أمن بدلا من المبيدات. ثم قامت بتربية هذه النيماتودا لعدة اجيال منها على قواقع مرباة مختبريا للتأكد من انها متطفلة على القواقع واخذت بعض نسل هذه النيماتودا وحملته على شرائح وجهزته بالفحص الإلكتروني ورسمت الطور المصري. وحددت الذكر والانثى واجرت العديد من الاختبارات وتبين ان هذه النيماتودا الجديدة تنتمي الى جنس «phasmarhabditis» وهذا الجنس متخصص في التطفل على القواقع الارضية والمائية، موضحة انها اجرت عملية مطابقة لصفات هذا النوع المصري على الانواع التابعة لهذا الجنس وتبين اختلافه عنها الامر الذي امكن به تسجيله كنوع جديد. واكدت الباحثة انها اطلقت عليه اسم عزام فاسمار هابيديتيس وان النتائج المعملية اثبتت عدم قدرة هذه النيماتودا المصرية على عدوى واصابة يرقات الاعداء الطبيعية للقواقع في حين اثبتت تفوقا كبيرا في عدوى واصابة يرقات دودة القطن والدودة القارضية كما ثبت ان هذه النيماتودا متخصصة في التطفل على القواقع وقدرتها على عدوى بعض الآفات البحرية الضارة وانها لا تصيب الاعداء الحيوية البيئية، الامر الذي يمكن معه استخدامها في المكافحة البيولوجية للقواقع الضارة من دون التأثير على اعداء هذه القواقع.

وتكشف الدكتورة كريمة عزام الاهمية العلمية لهذا النوع من النيماتودا بخاصة اهميتها الاقتصادية والمكافحة البيولوجية للقواقع الضارة بالانسان والحيوان والنبات موضحة ان هذه النيماتودا يمكنها بنجاح مكافحة قواقع البلهارسيا التي تهدد صحة المصريين منذ الازل والدودة الكبدية التي تنتقل الى الانسان عبر الطعام نتيجة التلوث بمخلفات حيوانية أو من خلال اللحوم المريضة.

واشارت الى أن المقاومة الحيوية وسيلة أمنه لوضع نهاية لهذه الدودة الكبدية المعروفة باسم «الفشيولا» وهي تقود الى فشل كبدى في الانسان والحيوان مؤكدة ان النوع المصري من النيماتودا يمتاز عن الانواع المعزولة والمعروفة في اوروبا، بانها تتحمل مدى حرارة مرتفعا يناسب الظروف البيئية في مصر والبلدان العربية وهو الذي يمكن أن يناسب ايضا جنوب اوروبا حيث ترتفع الحرارة نوعا عن شمال اوروبا الذي يستخدم انواع من النيماتودا لا تصلح مع الجنوب. واهتمام علماء اوروبا بالبحث عن نوع جديد يحتمل المدى الحراري ولذلك يمكن اعداد النيماتودا المصرية في مستحضرات لاجل التصدير ما يمكن تصنيفه بنصر علمي جديد يخدم البيئة ويصب في صالح صحة الانسان والحيوان وسلامة النبات من الآفات.