نيزك محا كل أثر للحياة على الأرض تقريبا قبل 250 مليون سنة

TT

مليون سنة بعد ارتطام هائل بين كوكبنا ونيزك او مذنب كان اثره الكارثي شبيها بما لقيته الديناصورات في ما بعد. وقال فريق الباحثين وعلى رأسهم لوان بيكر من جامعة واشنطن في مقال نشرته مجلة «ساينس» الاميركية امس الجمعة ان حوالي 90% من الانواع البحرية و70% من الفقاريات الارضية نفقت بسبب هذا الارتطام.

وكان العلماء يعرفون من قبل ان قسما كبيرا من الحياة على الارض اندثر في تلك الفترة لكنهم لم يكونوا يعرفون سببا لذلك. ويقول الباحثون ان الارتطام ليس مسؤولا مسؤولية مباشرة عن الاندثار الكثيف للحياة، ولكنه كان بمثابة شرارة لانطلاق عملية تدمير سريعة لفترة امتدت بين ثمانية آلاف وعشرة آلاف سنة وشملت ثورات بركانية وتغيرا في نسبة الاوكسيجين في المحيطات وفي مستوى مياهها وفي المناخ. لكن العلماء لا يعرفون اين حدث الارتطام في تلك الحقبة التي كانت فيها الارض تتكون من قارة واحدة عملاقة. وسواء أكان الجسم الذي ضرب الارض مذنبا ام نيزكا فقد خلف وراءه آثارا واضحة تتمثل في جزيئات مركبة من الكربون تشكل الحالة الثالثة المتبلورة المعروفة للكربون، او الفحم، بالاضافة الى الغرافيت والماس. واكتشفت بلورات الكربون الفحمية عام 1985 وهي تتكون من 60 ذرة كربون على الاقل وتتميز بخاصية تكوين اقفاص مغلقة تحبس في داخلها جزيئات من غاز الهليون او الارغون.

ويعرف العلماء ان الغازات الموجودة داخل البلورات الفحمية خارجية المنشأ لانها تتضمن نسبة غير مألوفة من النظائر، اي من الذرات التي تحمل نواة فيها عدد ثابت من البروتونات وعدد متغير من الالكترونات. وعلى سبيل المثال فان الهليوم الارضي هو اساسا من الهليوم ـ 4، في حين ان الهليوم الموجود في الفضاء هو الهليوم ـ 3. ولا يمكن للبلورات الفحمية التي تحشر غازات موجودة خارج غلاف الارض الا ان تكون قد تشكلت في نجوم تتألف من الكربون. ودرجات الحرارة المرتفعة جدا وضغط الغازات الكبير السائد فيها هي التفسير الوحيد لوجود غازات محشورة داخل جزيئات فحمية. ويقول بيكر «اللافت هو امكانية استخدام الفحم المتبلور كدليل».

واكتشفت هذه الجزيئات في اليابان والصين والمجر، وبما أن البلورات الفحمية تشكلت خارج نظامنا الشمسي فان كثافتها في الطبقات الترسبية السحيقة القدم تعني ان نيزكا او مذنبا وضعها فيها. ويعتقد العلماء ان الجسم الذي ارتطم بالارض يبلغ عرضه ما بين ستة و12 كيلومترا، وهو بحجم يوازي النيزك الذي يعتقد انه وراء اختفاء الديناصورات قبل 65 مليون سنة.