معرض الكومبيوتر السعودي: غياب مقدمي الحلول يعكس مستوى الوعي التقني للمعرض

عدم اهتمام العارضين بتوعية الزوار بالتقنيات والتركيز على التسويق * هل كانت لعبة البولينغ الطريقة المثلى لعرض التقنيات الحديثة؟

TT

شهدت الرياض الأسبوع الماضي أكبر معارض الكومبيوتر في السعودية، الذي تعودت السوق المحلية على إقامته سنويا في نفس الموعد، والذي حضره عدد كبير من المتخصصين والمهتمين والمستخدمين. ويعقد «معرض الكومبيوتر السعودي» هذا العام للمرة الثامنة عشرة على التوالي، حيث تزامن عقده مع إقامة ثلاثة معارض أخرى هي معرض تقنيات المكاتب السعودي، ومعرض عالم الإنترنت الذي يعقد للعام الثاني، ومعرض التعليم. وشهد المعرض إقبالا منقطع النظير، إذ قدر عدد زواره بحوالي 150 ألف زائر، بزيادة تقدر بحوالي 20 في المائة عن العام الماضي، ويعود ذلك إلى انخراط أعداد كبيرة من أفراد المجتمع في مجال الكومبيوتر، الذي تقدر استثماراته بعشرة مليارات ريال، خاصة بعد توسع استخدامه في مجالات الأعمال والعديد من القطاعات، وانتشار استخدام الإنترنت بين مختلف الفئات، التي قدرت آخر إحصائية بان عدد المشتركين بها بلغ أكثر من 260 ألف مشترك، عدا عن أعداد المستخدمين من خلال مكاتب العمل ومقاهي الإنترنت، واستحداث العديد من المشاريع التقنية في مجال التعليم، التي من اشهرها مشروع الأمير عبد الله بن عبد العزيز وأبنائه الطلبة «وطني»، ومشروع «معارف»، بالإضافة إلى انتشار استخدام البريد الإلكتروني بين المدارس السعودية.

وتميز المعرض عن معارض السنوات الماضية بتوزيع أفضل للعارضين حسب مجالاتهم، حيث بلغ عددهم أكثر من 500 عارض، كما شارك به 120 شركة محلية و11 شركة عربية من كل من البحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن ولبنان، وشركة بريطانية وأخرى ماليزية، فيما بلغ عدد المنتجات العالمية المعروضة 49 منتجا.

واستحوذ قطاع الكومبيوتر والإنترنت على ما يقارب من 98 في المائة من مساحة المعرض، تم بها عرض احدث ما توصلت إليه التقنية في مجال الكومبيوتر والشبكات والبرمجيات. واحتلت البرمجيات نسبة تزيد عن 50 في المائة من قطاع الكومبيوتر، فيما احتل قطاع الأجهزة ما يقارب 40 في المائة.

وكما تعودنا في سابق عهدنا بهذا المعرض، فلا يزال يراود جميع مرتاديه الشعور نفسه بعدم وجود الطابع التوعوي من قبل العارضين، سوى من نسبة لا تتجاوز 3 في المائة من العارضين الذين ساهموا في تعريف مرتادي المعرض بأحدث ما توصلت إليه التقنية وكيفية الاستفادة منها، من خلال عرض للمنتجات الحديثة التي هي في طور التصنيع، من خلال محاضرات ونقاشات وشروحات. وانساب الأغلبية من المرتادين خلف النداءات المتكررة في أرجاء المعرض بين الإعلانات عن التخفيضات وتقديم الجوائز، مع انعدام مقدمي الحلول وناشري الوعي التقني، بينما انصب جل اهتمام الأغلبية من العارضين في مدى جذب أكبر نسبة من الزوار لتسويق بضائعهم، تساعدهم في ذلك الإعلانات الدعائية عن طريق الميكروفونات الموزعة في جميع أرجاء المعرض، بينما يصطدم من يهتم بالبحث عن التقنيات في العجز عن الوصول إلى ما استجد من المبتكرات الحديثة في مجال الكومبيوتر والشبكات، وربما يعود انخفاض نسبة المشاركين من الدول الأجنبية عن هذا المعرض عن سابق أعوامه لهذه الأسباب، مع عدم تركيز المرتادين للبحث عن الحلول، والذي حدا بـ (مكتوب.كوم) إلى جذب زوار المعرض عن طريق لعبة البولينغ، وهي الطريقة التي لم نعهدها في سابق معارض الكومبيوتر التي تقام على مستوى العالم، مما قد يظهر مستوى الاستخدام للتقنية رغم الانتشار الكبير لها محليا. رغم النمو في مجال استخدام التقنية في السعودية يحتل المركز الرابع عالميا، بنسبة نمو تبلغ 40 في المائة، والمركز الأول في مبيعات أجهزة الكومبيوتر في العالم العربي. ويعاني الزوار ما يعانيه الآخرون من المختصين في عدم توفر المساحة الكافية لمواقف السيارات، كما لا يتوفر مركز للإعلاميين، او وسائل الاتصال اللازمة للصحافيين ليتمكنوا من أداء مهامهم على اكمل وجه.

مجال التدريب:

شارك في المعرض أكثر من عشرة معاهد لعرض ما استجد لديها من دورات تدريبية على البرمجيات والأجهزة والشبكات. ويوفر موقع www.passtechnology.com التعليم الإلكتروني على أكثر من 500 دورة تدريبية معتمدة على شبكة الإنترنت، مقابل فتح حساب لدى الموقع ليتمكن المستخدم من التدريب ذاتيا من خلال محتوى الموقع في كافة المجالات التقنية للكومبيوتر.

الأجهزة:

احتل قطاع الأجهزة المركز الثاني ضمن معروضات المعرض بنسبة تصل إلى 40 في المائة. وبلغ أسرع جهاز كومبيوتر تم عرضه من قبل شركة «آراسوفت» من نوع «بنتيوم 4» سرعة 1500 ميغاهيرتز، وهو مزود بذاكرة 512 ميغابايت رام ، فيما بلغت أعلى سرعة للأجهزة المحمولة 850 ميغاهيرتز، بذاكرة 128 ميغابايت رام من شركتي «توشيبا» و«سوني»، وبشاشة 15.1 بوصة. فيما عرض اسرع جهاز يحتوي على معالج «اثلون» بسرعة 1.2 ميغاهيرتز، كما كان الإقبال جيدا على معالجات «ديرون» من «أي إم دي» ذات السرعة 700 ميغاهيرتز. وعرضت الشركة المتحدة العالمية تقنيات الفئات الخاصة (المعاقين) ، لتتيح لها التعامل مع أجهزة الكومبيوتر من خلال الإبصار أو آلات التوجيه البديلة عن طريق الفك أو التنفس، وأجهزة التخاطب التعويضي والتكميلي باستخدام المخططات بنظام «دسكفر» و«الفاتوكر 2».

وعرضت شركة «سيليكون غرا فيكس» أجهزتها المختلفة المخصصة لقطاع التصميم والرسم لقطاعات الدعاية والإعلانات، والتي تميزت بسرعتها العالية وإنتاجها لجميع مكوناتها من نفس الشركة.

كما تم عرض العديد من الطابعات الليزرية ونافثات الحبر كان أحدثها طابعة «اتش بي فوتو سمارت بي 1218»، فيما عرضت شركة الربيعان طابعات الرسم على المركبات باستخدام الكومبيوتر، بعد تحديد قالب المركبة المراد الرسم عليها. وعرضت شركة «انسا» أجهزة الاتصال الشبكية الهوائية التي تمكن من إيصال 128 جهازا ضمن دائرة نصف قطرها 300 متر. وأجهزة الكومبيوتر الكفية مثل «بالم»، و«كومباك» و«فايزر»، و«بلاتينيوم» و«برزم»، التي لاقت إقبالا في الآونة الأخيرة. وطرحت «كانون» و«سوني» و«كوداك» و«ماستيك» كاميراتها الرقمية عالية الوضوح 3.34 ميغا بيكسل. كما طرحت شركة «فيوسونك» من خلال موزعيها المحليين شاشاتها بحجم 22 بوصة وشاشات الكريستال السائل بحجم 18 بوصة. وكان لأجهزة تحديد المواقع من خلال الأقمار الصناعية مشاركة بأجهزة «جارمن» التي اصبح لها شعبية لدى هواة الصيد ومرتادي البراري. وعرضت شركة «ياماها» جهاز الكتابة على الأقراص المدمجة بسرعة 40 * 12 * 8. وطرحت شركة الزيد جهاز «جاك» للذين لا يملكون أجهزة كومبيوتر، والذي يتيح إجراء المكالمات الهاتفية عبر الإنترنت بأسعار منخفضة حسب تسعيرة «نيت تو فون»، فيما يمكن الجهاز من إجراء مكالمة مجانية بين طرفين إذا توفر جهاز «جاك» لدى الطرفين، الذي يتم إيصاله بجهاز الهاتف وباستخدام حساب اشتراك مزود خدمة الإنترنت من خلال استخدام أرقام الهاتف بدون الحاجة إلى استخدام جهاز كومبيوتر. وعرضت وسيط أصغر قرص صلب بسعة 32 و 64 ميغابايت، التي تتوفر بمخرج «يو اس بي»، والبالغ حجمه حجم القلم. وطرحت شركة «لايتكس» كاميرا بحجم القلم بذاكرة قدرها 16 ميغابايت. كما طرحت «بي سي بوكت» جهاز كومبيوتر جيبي بطاقة أجهزة الكومبيوتر العالية المواصفات بسرعة تصل إلى 1.3 ميغاهيرتز، وبذاكرة تصل إلى 256 ميغابايت رام. وعرضت شركة «كاسيو» جهازها الجيبي بمعالج بنتيوم 233 ميغاهيرتز، الذي يحتوي على شاشة «تي اف تي»، بحجم 6.7 بوصة وبقرص صلب سعة 6 غيغابايت. وطرحت شركة qbe شاشتها من الكريستال السائل التي يمكن التعامل معها عن طريق اللمس على الشاشة، والتي تتوفر بها كافة الإمكانيات للاتصال بالشبكات، مع إمكانية الترقية. وتتيح لوحة «سوبر» إمكانية الرسم والكتابة والتوقيع على لوحتها متعددة الوظائف. وطرحت شركة «اتش دبليو» أشرطة الكاسيت الممغنطة التي تتيح تسجيل الصوتيات بتقنية «إم بي 3»، بسعة 32 و 64 ميغابايت، الذي يتيح إنزال الصوتيات من الإنترنت والتسجيل عن طريق الميكروفون، فيما يمكن الاستماع لمحتواه عن طريق سماعات الرأس وعن طريق مسجلات الصوت المعتادة في النزل والسيارات.