دراسة علمية يابانية ـ سورية لمعالجة مليون طن من النفايات الصلبة في المدن السورية

TT

تشكل النفايات الصلبة في المدن السورية عبئاً على واقع الخدمات في هذه المدن أو تبرز كمشكلة بيئية تؤدي الى زيادة نسب التلوث فيها. ولحل هذه المشكلة وضعت العديد من الدراسات المتعمقة والمقترحات العلمية للتقليل من تأثيراتها البيئية الضارة المتمثلة بتلوث المياه الجوفية والسطحية، واضرار صحية واجتماعية بسبب انتشار عملية التنقيب والنبش في الحاويات والمقالب المكشوفة، حيث توجد بعض المواد ذات القيمة في النفايات، كالمعادن والمواد البلاستيكية والزجاجية فيعمد البعض الى نبشها بهدف البيع واعادة الاستعمال.

معامل تحويل النفايات وتذكر رئيسة ادارة النفايات الصلبة في سورية ان التخلص النهائي من النفايات يتم لدى وضعها ضمن مقالب، وقد تبين أن كافة المقالب المؤمنة أو النهائية هي عبارة عن مقالب مكشوفة وغير نظامية ولم تتم دراستها بشكل جيد مما سبب الكثير من التلوث، بالاضافة الى ان هناك العديد من البلدات والقرى تقوم بحرق النفايات بشكل حر في الهواء.

وتقوم بعض المحافظات بمعالجة جزء من النفايات المتولدة بواسطة معامل تحويل النفايات عنها عن طريق تحويلها الى دبال، أما الكمية الزائدة فيتم القاؤها ايضاً في مقالب مكشوفة. فمعمل دمشق قدرته 700 طن يوميا أما كمية النفايات المتولدة فتصل الى 910 أطنان يومياً. ومعمل اللاذقية بقدرة 70 طناً يومياً أما الكمية المتولدة فهي 200 طن يوميا. ومعمل مدينة حلب تبلغ قدرته 50 طناً في اليوم أما الكمية المتولدة من النفايات يومياً فتبلغ 1700 طن يوميا، ومعمل مدينة حماة يعالج من 25 الى 40 في المائة أما كمية النفايات المتولدة يومياً فتبلغ 250 طناً. وبذلك نلاحظ عدم تناسب استطاعة هذه المعامل مع كمية النفايات المتولدة.

دراسة يابانية مع بداية شهر فبراير (شباط) من العام الحالي باشر فريق الوكالة الوطنية للتعاون الدولي في اليابان (جايكا) بإعداد دراسة مشروع ادارة النفايات الصلبة في مدينتي حمص واللاذقية تمهيداً لتنفيذه خلال ستة أشهر لجهة إقامة معامل صغيرة تعالج النفايات الصلبة في كلا المحافظتين وذلك بمنحة مقدمة من «جايكا» لصالح تطوير الخدمات في البلديات السورية.

وتهدف الدراسة الى اعتماد مخطط شامل لإدارة النفايات الصلبة ودراسة الجدوى الاقتصادية للمشاريع ذات الأولوية. وترى «جايكا» ان المدن السورية لا يمكنها الانتظار أكثر في معالجة مشكلة ادارة النفايات لعدم اختيار تكنولوجيا مناسبة لمعالجة النفايات والتخلص منها. وتعتمد الدراسة على التخطيط الطويل الأمد في معالجة النفايات ومعرفة الاحتياجات المحلية وسبل تأمينها. وتبلغ نسبة النفايات التي تفرغ في مكبات مكشوفة 35 ـ 40 في المائة في المناطق الريفية وتطمر 40 ـ 45 في المائة في التجمعات المدنية. وتشير الدراسة الى ان الانتاج السنوي من النفايات الصلبة يصل الى مليون طن ولا يتعدى ما يتم جمعه 50 في المائة من اجمالي هذه الكمية.

وأوصت دراسة مديرة النفايات الصلبة في سورية بعدة مقترحات للوصول إلى ادارة سليمة للنفايات الصلبة منها دراسة امكانية فرز النفايات الصلبة، حيث تعتبر عملية الفرز من المصدر من أهم الخيارات التقنية والاقتصادية للتعامل مع النفايات وبالتالي اعادة استخدام الجزء المفيد كالزجاج والمعادن والبلاستيك ومعالجة الجزء العضوي منها بتحويله الى سماد، وزيادة عدد عمال النظافة ووضع الحوافز بكافة انواعها وزيادة عدد الآليات المخصصة لجمع النفايات على أن تكون متطورة وفصل النفايات الصناعية الخطرة من المصدر، وفصل النفايات الطبية في كافة المحافظات وتزويد المحافظة بمحرقة تستوعب الكمية الكافية للنفايات الطبية المتولدة، مما ينبغي رفع الوعي البيئي لدى المواطنين عن طريق وسائل الاعلام وادخال هذه المواضيع في البرامج الدراسية في كافة مراحلها لما لذلك من أثر ايجابي في التأثير على الأسرة وبناء جيل واع بيئياً، وعن طريق اقامة ندوات وحملات نظافة، ووضع قانون عام للنظافة يحدد شروط جمع القمامة ونقلها والتخلص منها ويفرض العقوبات المناسبة والرادعة بحق المخالفين، واجراء دراسة كاملة لوضع المقالب المكشوفة في كافة المحافظات السورية تمهيداً لإلغائها واستبدالها بمقالب نظامية، بحيث تتم دراسة الأثر البيئي لموقع المكبات الجديدة قبل اختيارها وتنفيذها لحماية التربة والمياه السطحية والجوفية من التلوث وبحث امكانية استثمار هذه المكبات عن طريق الاستفادة من غاز الميثان المتولد في عملية توليد الطاقة.