شاحنات مقطورة على سكك لحل أزمة اختناق الطرق بالشاحنات

يمكن تحريكها ووصلها معا إلكترونيا من دون الحاجة إلى سائق

TT

كشف المهندس كارل فيكتور شاللر رئيس قسم التحديث في شركة مان الالمانية المعروفة لصناعة الشاحنات عن اعادة نفخ الحياة في مشروع قديم طرحته الشركة قبل عشرين عاما ويدعو لحل ازمة اختناق الطرق بالشاحنات عن طريق تسييرها على خطوط السكك الحديدية. واشار شاللر الى ان التقدم التقني الذي تم احرازه خلال العقدين الماضيين يؤهل الفكرة حاليا للنجاح خصوصا بعد فشل قطارات السكك الحديدية في تغطية كافة قطاع النقل وبعد اعلان توقعات وزارة النقل الالمانية عن ازدياد عدد الشاحنات الضخمة على طرقات المانيا بنسبة 30% حتى عام .2010 ان التقنية الحديثة قادرة اليوم على حل المعضلات التي حالت قبل 20 عاما دون تحقيق الفكرة مثل: الحاجة الى رافعات ضخمة لرفع الشاحنات وانزالها عن السكك في المحطات، وصعوبة قيادة الشاحنات على السكك من قبل سائق واحد كما هو الحال في القطارات، والصعوبات التقنية في تنظيم حركتها مع القطارات... الخ. وبدلا من تحوير عجلات الشاحنات لتناسب السير على السكك مباشرة تطرح شركة مان اليوم فكرة تسيير قوافل الشاحنات على ارصفة كونكريتية او اسفلتية عرضها 50 سم وتقع على جانبي سكة القطار. اذ يمكن للتقنية الحديثة اليوم الحفاظ على مسار الشاحنة على هذه المسافة الضيقة وضمان عدم انزلاقها. وهي مساحات تؤهل الشاحنة للدخول اليها ومن ثم الخروج منها الى الشارع في اي وقت وبدون الحاجة الى محطات خاصة. ويمكن تحريك الشاحنات الكترونيا على هذه السكك الاسفلتية بواسطة سائق الكتروني وربطها مع بعض بواسطة اربطة خاصة تعمل الكترونياً، او وربما مستقبلا ربط وتسيير الشاحنات على طرق ليزر غير مرئية كما هو الحال اليوم مع انظمة الكومبيوترات الخالية من الكابلات.

ان اختلاف الشاحنات عن عربات القطارات هو ان للأولى مقصورة قيادة ومحركا ومقود، ويمكن لاي سائق من خلالها ان ينفصل في اية لحظة عن القافلة والانطلاق الى الطريق المؤدية الى الهدف. كما يمكن تطبيق نظام القوافل ايضا في الطرق الزراعية والشوارع الفرعية من دون ان تؤثر على حركة المرور. ثم ان قطار الشاحنات ليس بحاجة الى محطات كبيرة للتفريغ والشحن كالتي تحتاجها قطارات العربات وبالتالي ليس بحاجة ايضا الى محطات شاحنات ملحقة لاعادة شحن البضائع الى ناقلات. هذا اضافة الى ان حركة الشاحنات على السكك اسرع منها على الطرقات ويمكن معها، اضافة الى تحرير الطرقات من الشاحنات، ضبط مواعيد حركة ووصول قوافل الشاحنات بشكل ادق. وحسب معطيات شاللر فان شركة مان تفكر في تطبيق نظام قطار الشاحنات في ميونخ على احد خطوط السكك الحديد العاملة. اذ تسير القطارات على هذه الخطوط بسرعات محسوبة وبفواصل تتراوح بين 5 و8 كيلومترات بين كل قطار وآخر. وتعتقد مان بامكانية ملء هذه الفراغات بواسطة قطارات الشاحنات القصيرة (10 ـ 12 شاحنة ) مع إمكانية تنظيم حركتها مع قطارات العربات في نظام اداري الكتروني واحد. ويمكن لهذا المشروع ان ينقذ شركة خطوط السكك الحديدية الالمانية من الافلاس المزمن الذي تعاني منه. اذ سيقع على كل شاحنة في المانيا بدءا من عام 2003 دفع مبلغ 25 فينيجا (المارك يعادل 100 فينيج ) عن كل كيلومتر على الطرق السريعة، وهذا مبلغ يمكن للسكك الحديدية الانتفاع منه لاحقا.

وفي اول رد فعل للسكك الحديد الالمانية قال مارك فيلله ان الفكرة ليست سيئة ولكنها صعبة التحقيق وباهظة التكاليف، ولكن يمكن لشركة مان ان تبدأ في تطبيق مشروعها على بعض خطوط السكك الحديدية المهملة.

=