بدأت وزارة الصحة اليمنية اخيرا تنفيذ خطة شاملة تستهدف توسيع وتكثيف انشطة المكافحة المتكاملة لطفيل البلهارسيا عبر تفعيل انشطة البرنامج الوطنى لمكافحة البلهارسيا فى مختلف المحافظات اليمنية، حيث يعد هذا المرض واحدا من اكثر الاوبئة انتشارا فى البلاد ويعتبر ثانى اكبر معضلة صحية تواجة الجهات المختصة بعد الملاريا.
وحسب الدكتور عبد الله يحيى عشيش مدير البرنامج الوطنى لمكافحة البلهارسيا والطفيليات، فإن الخطة الجديدة تعتمد على تكثيف الأنشطة الميدانية والمسوحات بين طلاب المدارس في المناطق الموبوءة لوضع خطط تدخل مستقبلية تعتمد على رصد وتحديد الاحتياجات الحقيقية لتنفيذ انشطة المكافحة باستهداف طلاب المدارس فى الفئة العمرية اقل من 15 عاما والتى تعد أكثر الفئات عرضة للإصابة بالمرض وبنسبة 80 بالمائة من مجموع عدد المصابين، مشيرا الى ان البلهارسيا اكثر الأمراض الطفيلية انتشارا فى المناطق المدارية ويتوطن فى 74 دولة فى افريقيا واسيا واميركا الجنوبية وجزر الكاريبى.
واشار الدكتور عبد الله عشيش الى ان احصائيات منظمة الصحة العالمية تشير الى وجود اكثر من 200 مليون مصاب بالبلهارسيا فى العالم منهم 120 مليون يعانون اعراض المرض و20 مليونا يعانون مضاعفاته و60 مليونا مصابون دون ان تظهر عليهم الاعراض. كما تشير الاحصائيات الى ان عدد المعرضين للاصابة بالبلهارسيا يقدر باكثر من 500 مليون شخص فى العالم. ويتسبب المرض فى وفاة اكثر من 20 الف شخص سنويا نتيجة مضاعفاته ممثلة بسرطان المثانة والفشل الكلوي وسرطان المستقيم وتليف الكبد والقى الدموي اذ يصل عدد المصابين بالبلهارسيا الى ثلاثة ملايين شخص.
واوضح مدير البرنامج الوطنى ان ما يفاقم من اخطار البلهارسيا وانتشارها فى اليمن تدني الوعي الصحي وضعف خدمات الفحص والعلاج فى المناطق الريفية الموبوءة وعدم توفر مياه الشرب النقية لقطاعات عريضة من سكان الريف. وتوقع تزايد نسبة انتشار المرض خلال السنوات القادمة بسبب الانخفاض المستمر في مخزون المياه الجوفية والاعتماد بصورة اكبر على المياه السطحية خلف السدود والحواجز المائية حيث تعد المسطحات المائية العائل الوسيط لقواقع البلهارسيا. وقال ان البلهارسيا بالاضافة للامراض المستعصية المشار اليها تتسبب ايضا فى امراض اخرى لا تقل خطورة مثل فقر الدم وتضخم الطحال وتأخر نمو الاطفال وشلل الحبل الشوكي والعقم عند النساء والرجال.
واضاف عشيش ان الخطة الجديدة تهدف بدرجة اساسية الى احتواء البلهارسيا والحد من اخطارها ومضاعفاتها ويجرى تنفيذها بالتعاون من منظمة اليونسيف ومنظمة جايكا اليابانية وذلك من خلال تخفيض معدلات الاصابة الى اقل من خمسة بالمائة بحلول العام 2010 فى المناطق الموبوءة والعمل على تكثيف برامج التوعية الصحية بمخاطر المرض وسبل الوقاية منه، ومعالجة مصادر المياة الملوثة بقواقع البلهارسيا واجراء مسوحات ميدانية تشمل 500 مدرسة فى 13 محافظة تضم اكثر من مليون طالب وطالبة.