حملة قومية لجمع وحفظ الأصول الوراثية للنبات والحيوان في مصر

لدرء اندثار أو تقلص أعدادها

TT

في الوقت الذي يعد فيه الحفاظ على التنوع البيولوجي والأصول الوراثية للنباتات والحيوانات، بمثابة الرصيد المضمون لرفاهية البشرية، بدأت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في مصر، أول حملة قومية لجمع وحفظ الأصول الوراثية المصرية لإجمالي الكائنات النباتية والحيوانية.

ويقول رئيس الأكاديمية الدكتور فوزي عبد القادر الرفاعي لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الحملة تتم بالتعاون مع وزارة الزراعة المصرية بتمويل مشترك، مشيراً إلى إسناد تنفيذ هذه الحملة للبنك القومي المصري للجينات. ويذكر العالم المصري أن تأخر ظهور برنامج في مصر يتبنى المهمة بدور فعال ويقوم بجمع وحفظ وصيانة الأصول الوراثية النباتية والحيوانية، قد بلغ عدة عقود، وهو الأمر الذي أدى إلى اندثار واختفاء كثير من الأنواع، أو تقلصت أعدادها في المجموعات العامة أو الخاصة، إلى أن صدر قرار إنشاء البنك القومي للجينات لتفعيل آليات جمع وحفظ وصيانة وتوصيف وتوثيق الأصول الوراثية النباتية والحيوانية والكائنات الحية الدقيقة في المجال الزراعي في مصر.

ويرى أن العقد الأخير قد تم استهلاكه في الموافقة على الاستراتيجية العامة للبنك، وأهدافه، وآليات عمله، بحيث يستطيع أن يقوم بدوره الآن في المحافظة على المصادر الوراثية، من خلال الحفاظ على الثروة القومية من النباتات والحيوانات، سواء في بيئاتها الأصلية أو خارج هذه البيئات، مع إعطاء الأصول الوراثية التي على وشك الاختفاء من البيئة المصرية الأولوية الأولى، خصوصاً أنها تضم كثيراً من المحاصيل الرئيسية مثل المحاصيل الحقلية والبستانية والنباتات الطبية والعطرية.

ويؤكد الدكتور فوزي الرفاعي أن البنك القومي للجينات يساهم الآن أيضاً في تعزيز التعاون الدولي، وتطبيق الاتفاقات والمعاهدات الإقليمية والدولية بشأن المحافظة على المصادر الوراثية والتنوع الحيوي، والاستفادة المخططة والمدروسة من المصادر الوراثية في النظم البيئية المختلفة، مشيراً إلى أن الحملة القومية هي الأولى من نوعها وتتضمن مجموعة من الآليات المقترحة للعمل في مجال حصر وجمع المصادر الوراثية المصرية، والتي تشمل السلالات البرية القريبة من الأنواع المنزرعة والأصناف المحلية القديمة، والسلالات المحلية، من خلال مصادر عديدة تتضمن البعثات الاستكشافية، ومراكز البحوث الزراعية، وبنوك الجينات الدولية والجامعات والمراكز البحثية المصرية، والعينات المقدمة إلى لجنة تسجيل الأصناف، وشركات القطاع العام والخاص، والحدائق النباتية، والمجموعات الخاصة.

وأوضح أن المخطط لهذه الحملة أن يشارك بها مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، معهد بحوث المحاصيل الحقلية بوزارة الزراعة، ويشمل البساتين والقطن والمحاصيل السكرية، إلى جانب كليات الزراعة بالجامعات المصرية، وأقسام النبات ببعض كليات العلوم، والمراكز والوحدات البحثية المتخصصة بالجامعات المصرية.