دراجة بنظم تحفيز كهربائي وتنسيق عضلات إلكتروني تعيد الحركة للمشلولين

مشلولون ألمان يقودونها مسافة كيلومترات

TT

استخدم الطبيب الألماني يوهان سيتشي محفزا كهربائيا خاصا وجهازا منسقا لحركة العضلات لمساعدة المشلولين في الكبس على دواسة دراجة هوائية ثلاثية العجلات والسير بها مسافة كيلومترات. ويعمل المحفز على تحفيز عضلات الفخذ والساق الخاصة بحركة الكبس في حين يتولى الجهاز المنسق تنسيق حركة العضلات بين الساقين بغية إحداث حركة دائمية على الدواستين.

وطبق سيتشي من عيادة غروسهاردت في ميونيخ الطريقة على سبعة مرضى يعانون من شلل نصفي كامل في الأطراف السفلى. وبعد تمارين دامت 3 أشهر تمكن ستة مرضى من قطع مسافة 1.3 ـ 1.8 كلم كل مرة، في حين اقتصر إنجاز امرأة من المتطوعين على السير مسافة 400 متر فقط. وهذا يعني أن الدراجة المجهزة بالأجهزة الإلكترونية نجحت على الأقل في تمكين المشلولين من أداء مهامهم اليومية في البيت وفي الحديقة المجاورة لمنزلهم.

* تحفيز عضلي

* وكتب سيتشي في العدد الأخير من مجلة «طبيب الأعصاب» الألمانية ان طريقة التحفيز العضلي الوظيفيFunctional Electro Stimulation(FES) ، أي التمرين المستمر على الدراجة بمساعدة الجهازين، يمكن أن يرفع قدرة المشلول على قيادة الدراجة مسافة 9 كلم كل مرة.

وأضاف الباحث يقول: ثبت من خلال التمرين أيضا أن الدراجة الثلاثية العجلات صحية جدا وملائمة للمرضى الذين يعانون من الشلل النصفي التام اكثر من ملاءمتها للذين يعانون من شلل جزئي، فقيادة العجلة تنمي العضلات الضامرة، وتحسن انتشار الدم في الجلد والعضلات، وتقلل من مخاطر استسقاء القدم وتزيد من كثافة عظام الفخذ والساق. والأهم من ذلك هو أن ممارسة هذه الرياضة يحسن أداء الدورة الدموية والقلب ويوفر ما يكفي من السرور في حياة المشلول الكئيبة.

وينبغي توفر ثلاثة عناصر كي يتمكن المشلول من الحركة على الدراجة: دراجة ثلاثية العجلات، جهاز كهربائي محفز للعضلات، وجهاز إلكتروني لتنسيق حركة العضلات في الساقين. ويمكن نصب الجهازين تحت المقعد أو تثبيتهما على جسد الدراجة ويستمدان طاقتهما من محرك صغير يشحن بواسطة بطارية قوية ثم يستمران بالعمل من خلال دوران العجلات. ويوجه جهاز التحفيز تياراته الكهربائية إلى العضلات من خلال ثلاثة أقطاب تثبت على الجلد في منابع هذه العضلات. يصل الحافز الكهربائي إلى مجموعة الأعصاب التي تغذي العضلات والقريبة من الأقطاب، ويؤدي إلى حدوث حركة الكبس على الدواسة. والعضلات التي يجري تحفيزها هي العضلة الفخذية الرباعية الرؤوس Quadriceps Femoris، والعضلة الإليوية الكبرى Gluteus Maximus، والعضلة الفخذية ذات الرأسين Biceps Femoris.

* إيعاز وتنسيق

* وتم تنظيم اطلاق المحفزات بما يضمن حركة عضلات متتالية تقود إلى الضغط على الدواسة. ويتعرف جهاز التنسيق بين العضلات على الساق الواجب تحريكها من خلال تحديد وضعها على الدواسة (أعلى أو أسفل) ثم يطلق إيعاز الحركة بالتنسيق مع المحفز الكهربائي.

ويمكن التمرن على النظام في مرحلتين: الأولى في البيت حيث يكتفي المشلول في البداية باستخدام الجهاز المحفز وهو على كرسيه السيار أو على الكنبة أو في الفراش، وهي تمارين تمهيدية ومنتظمة للعضلات يجري بعدها الانتقال إلى الدراجة الثابتة، التي تنصب عليها الأجهزة في المنزل، وتحفز الجهد الأول لتحريك العضلات وتنسيقها.

ثم تلي ذلك المرحلة الثانية التي يجري فيها التمرين على الدراجة الثلاثية العجلات. وهنا يتولى الطبيب المختص اختيار شدة التيار الكهربائي اللازم لكل حال، حسب كتلة وحجم العضلات، وضمان عدم تعرض عظام المفاصل للاحتكاك. وهذا يعني أيضا أن حظوظ المشلولين الكبار القامة أكثر من غيرهم بفضل كتلة وحجم عضلاتهم الكبيرة. كما ان طريقة FES اكثر ملاءمة للذين يعانون من الشلل النصفي التام لأنهم لا يشعرون بـ «لسعة» التيار الكهربائي ويمكن بالتالي رفع شدة التيار لديهم. وسوف تؤلم شدة التيار الكهربائي قليلا الذين يعانون من شلل غير تام، ويضر بتنسيق حركة العضلات عند المصابين بالشلل التقلصي في العضلات.

وعموما ستوفر الطريقة للمشلول استعادة 10% فقط من قوة كبس الإنسان غير المشلول، إلا أن التجارب أثبتت أن هذه القوة يمكن تطويرها من خلال التمرين المستمر. وكتب سيتشي أنه درب مشلولة كانت بهلوانة دراجات سابقة في السيرك استطاعت من خلال التمرين تسجيل 70 كيلومترا على الدراجة الثلاثية العجلات كل مرة.

تكلف أجهزة طريقة FES مبلغ 2500 ـ 3500 يورو، وتكلف الدراجة الثابتة الملائمة للتكيف حسب أجهزة النظام حوالي 2000 ـ 3500 يورو. هذا، لأن ليس كل الدراجات الثابتة السائدة في السوق تتوافق مع متطلبات نظام FES. اما دراجة الهواء الثلاثية العجلات المناسبة لنظام FES فتكلف حاليا في السوق بين 2000 ـ 3500 يورو.