أمراض القلب ليست خاصة بالرجال وعدد أكثر من النساء يتعرضن لها

أعراضها لدى السيدات ليست واضحة

TT

على عكس ما أصبح من بديهيات التشخيص الطبي من أن أمراض القلب تصيب الرجال في المقام الأول، ولا تؤخذ شكاوى النساء في هذا الإطار مأخذ الجد، مما يؤخر حصولهن على العلاج، فقد كشفت آخر الابحاث العلمية بأن مرض القلب اصبح مسؤولا عن وفاة ربع مليون امرأة كل عام في الولايات المتحدة الاميركية، وهو اكثر بكثير من الوفاة بسبب سرطان الثدي ومرض السكري مجتمعين.

وتؤكد الدكتورة وفيه عتيبة، استاذة امراض القلب بجامعة القاهرة، ان مخاوف النساء وتركيزهن عادة ما يكون موجها الى امراض أورام الثدي لوقوعهن تحت انطباع ان امراض القلب هي أمراض تصيب الرجال، مما يقلل من تشخيص مرضهن وعلاجهن في الوقت المناسب.

ورغم انخفاض معدل حدوث الازمات القلبية في النساء عنها في الرجال قبل سن انقطاع الحيض، فعندما تحدث جلطات القلب في السيدات عادة ما تؤدي الى فقد كبير في عضلة القلب، ويتسبب ذلك كله في ارتفاع نسبة المضاعفات والوفاة في السيدات عنها في الرجال عند الإصابة بجلطات القلب.

ولا تأخذ السيدات فرصتهن الكاملة في تلقي العلاج المناسب والذي عادة ما يبدأ متأخرا بعدم أخذ شكوى النساء من ألم الصدر على محمل الجد، وإرجاعه دائما الى الحالة النفسية، وميل النساء الى الشكوى واكتساب العطف والاهتمام. وهناك اعراض قلبية كثيرة عند النساء تتداخل مع مثيلاتها من اعراض الجهاز الهضمي الشائعة لديهن.

* أعراض مختلفة

* وتختلف اعراض النوبات القلبية بين الرجال والنساء، فالأعراض في الرجال عادة ما تشمل صعوبة التنفس وألم الصدر الذي قد يمتد الى الفكين والذراع، أما النساء فالكثيرات منهن قد لا يشعرن بأي ألم في الصدر، وغالبا ما تكون الأعراض غامضة أو عسر هضم أو أوجاع في الظهر والبطن، أو حتى مجرد شعور غريب بالتوعك لدرجة أن 35% من الأزمات القلبية لدى النساء تمر دون ان يفطن الى ذلك.

ورغم عدم اختلاف التكوين التشريحي لقلب المرأة عن قلب الرجل، إلا ان تراكم الدهون والصفائح الدموية وتكدسها داخل جدار الاوعية مسببا انسدادا لتدفق الدم الى القلب غالبا ما يأخذ شكل الكتلة المجتمعة داخل الوعاء الدموي للرجل، على حين يأخذ توزيعها صورة اكثر تساويا على طول الوعاء الدموي للمرأة مسببا اختلاف الرؤية لانسداد الشرايين التاجية عند عملية التشخيص باستخدام (القسطرة القلبية) في الرجل عنها في المرأة.

* التدخين والسمنة

* وتؤكد الدكتورة وفية ان التدخين يظل وثيق الصلة بحدوث أمراض القلب سواء في الرجل أو المرأة، لكن نسبة الخطورة في التعرض لجلطات القلب تكون أكبر في المرأة المدخنة عنها في الرجل المدخن، ولحسن الحظ فإن تأثير التدخين على شرايين القلب له خاصية التراجع، أي من الممكن ان يزول عند التوقف عن التدخين، حتى أن الخطورة تقل بنسبة 50% بعد مرور السنة الاولى من التوقف عن التدخين، وتزيد السمنة من الاصابة بأمراض القلب خاصة اذا تركزت في منطقة البطن، وغالبا ما تكون السمنة مصاحبة لامراض اخرى، مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وزيادة الدهون بالدم.

وتشير الأبحاث الى ان معدل التعرض لمضاعفات امراض القلب يبلغ سبعة اضعاف في المرأة المصابة بداء السكري مقارنة بمثيلتها السليمة، حيث تزيل الاصابة بالسكري الحماية الطبيعية للقلب بتأثير الهرمونات الانثوية مما يؤكد على أهمية ضبط معدل السكر بالدم واتباع الانظمة الغذائية السليمة للحفاظ ايضا على نسبة الكوليسترول بالدم خاصة الدهون الثلاثية وكوليسترول البروتين الشحمي منخفض الكثافة (وهـي الدهــون التي تستقر بجدران الاوعية الدموية).

ورغم تزايد الجدل حول دور الهرمون التعويضي في حماية المرأة بعد سن التغيير من التعرض لامراض القلب ووهن العظام فقد اثبتت الابحاث اخيرا ان مخاطر العلاج الهرموني على المدى الطويل تفوق بكثير فوائده، سواء الممزوج من هرموني الاستروجين والبروجستيرون أو العلاج بهرمون الاستيروجين فقط. ففي الوقت الذي يساهم فيه العلاج بالهرمونات التعويضية في التخفيف من مخاطر الإصابة بوهن العظام وسرطان القولون والمستقيم يزيد من مخاطر الاصابة بأمراض النوبة القلبية والذبحة الصدرية وتجلط الدم وسرطان الدم والثدي، لذا لا بد ان يكون استخدام هذا العلاج تحت الاشراف الطبي ولحالات محدودة.