ازدياد أعداد مرضى سرطان الصدر بسبب نفايات المصانع المصرية

TT

في إطار خطة لاستقصاء الأوضاع الصحية للمصريين، كشف بحث علمي حديث أجراه الدكتور أحمد أبو نجلة، أستاذ أمراض الصدر والحساسية بجامعة الأزهر، أن 60% من مرضى ورم الغشاء البلوري السرطاني في مصر من سكان منطقة شبرا الخيمة، الكائنة في شمال العاصمة المصرية القاهرة.

وأكد الباحث في بحثه العلمي، الذي نفذه على مدى خمس سنوات وحصلت «الشرق الأوسط»، على نسخة منه أن مادة «الأسبست»، التي تستخدمها آلاف المصانع الملاصقة للمساكن في شبرا الخيمة، هي السبب في إصابة هذا العدد الكبير من السكان بالمرض، بخلاف العاملين في هذه المصانع، الذين يتجاوز عددهم 200 ألف عامل.

وأكد الباحث أنه في الوقت الذي يوشك فيه المرض على الزوال من الدول المتقدمة بحلول عام 2020، فإنه في مصر يزداد ضراوة بسبب عدم وجود تشريع يمنع استخدام «الأسبست»، في كثير من الصناعات، مثل صناعة المواسير وأسقف الأسبست ومواد البناء و«الفيبرجلاس» (الالياف الزجاجية) والكاوتشوك وغيرها، والسبب أن الدول المتقدمة منعت هذه المادة واستبدلتها بمواد أخرى غير ضارة بالمرة.

وأجرى الباحث خطوات بحثه على المرضى بالغشاء البلوري، الذين ترددوا على مستشفيات جامعة الأزهر ومستشفى الصدر بالعباسية، خلال السنوات الخمس الأخيرة، حيث تم تشخيص المرض باثولوجيا، وتم الكشف عن أن الحالات في تزايد مستمر بنسبة 10% كل عام، حيث كانت 112 حالة عام 2000 زادت إلى 125 حالة عام 2001 وهكذا.

خطورة المرض وقال أبو نجلة: إن خطورة مرض الغشاء البلوري تكمن في أن معظم مرضاه يموتون خلال العام الأول من ظهور أعراضه، وأقصى مدة يعيشها المريض بالمرض عامان، يعاني خلالها من آلام الصدر وضيق التنفس نتيجة تجمع المياه بالغشاء البلوري ولا تفلح معه عمليات البزل المتكررة من الغشاء البلوري.

وتابع ان هذا المرض أيضا تكمن خطورته في عدم استجابته للعلاج الكيميائي أو حتى الإشعاعي وكذلك الجراحي، كما أن اكتشافه مبكرا غير مجد بالمرة، والحالة الوحيدة التي يمكن معها العلاج، هي منع مادة الأسبست من الصناعات وإحلال مواد بديلة آمنة وصحية بدلا منها.

وذكر الباحث أن البحث اثبت أن ما يقرب من 40% من المرضى هم دون سن الأربعين «سن الشباب» وأن حوالي 60% تحت سن الخمسين وهذا عكس النسب في الدول المتقدمة، التي اكدت الدراسات أن معظم مرضاهم فوق الستين، وهذا يدل على أن المرضى المصريين تأثروا منذ الطفولة بمادة الأسبست واستنشقوها رغما عنهم في مساكنهم. والدلائل العلمية تؤكد إصابة مرضى الغشاء البلوري بهذا المرض من جراء تنفسهم للمادة المذكورة طيلة 20 عاما على الأقل، كما أن مصر تستخدم أردأ أنواع هذه المادة وأخطرها في مصانع شبرا الخيمة، خاصة مصانع الكاوتشوك لشركة النصر «ناروبين» ومصنع سيجوارت للمواسير ومصنع الفيبرجلاس، في حين أن المرضى في الدول المتقدمة يكونون من العمال العاملين في هذه المصانع فقط.

وكشف الباحث في بحثه أيضا ان حوالي 35% من مرضى الغشاء البلوري في مصر سيدات يعشن في المنازل ولا يعملن بالمصانع وغير مدخنات، وهذا يدل على أن مادة الأسبست تصل إليهن في المنازل لتداهم صحتهن وتهدم الأسر بموت الأمهات.