الإعلان عن عقار ناجح لفقر الدم في مؤتمر حول أنيميا البحر المتوسط

المرض يهدد ملايين الأطفال وتوصيات باجراء فحوصات طبية قبل الزواج

TT

أعلن مؤتمر طبي عالمي عقد بالقاهرة اخيرا بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لأنيميا البحر المتوسط، عن التوصل لعلاج جديد لهذا المرض الذي يهدد ملايين الأطفال في العالم.

كما أوصى المؤتمر الذي شارك فيه نحو 450 طبيبا منطقة الشرق الأوسط ومتخصصون من إنجلترا والشرق الأوسط، بضرورة الفحص الطبي الإجباري للزوجين قبل الزواج للتأكد من خلوهما من أية أعراض تسبب أنيميا البحر المتوسط وتجنيب الأطفال الإصابة بهذا المرض.

وحول المؤتمر والجديد في علاج هذا المرض قالت رئيسته الدكتورة آمال البشلاوي الاستاذة بكلية الطب جامعة القاهرة: ان هذا المؤتمر عقد لدراسة مرض أنيميا البحر المتوسط «الثلاسيميا» الخطير وابعاده منطقة الشرق الأوسط، حيث انه في مصر تتراوح نسبة المصابين به من 6: 10% من عدد السكان، حيث يولد كل سنة ألف طفل مصاب بهذا المرض وتتلخص مشكلة المصابين بأنيميا البحر المتوسط «الثلاسيميا» في عدم قدرة جسم المريض على إنتاج كمية كافية من الهيموجلوبين وهي المادة الموجودة في خلايا الدم الحمراء في الجسم والتي يتحد معها الأوكسجين لكي يتم نقله إلى أجزاء وأعضاء الجسم المختلفة ولذلك كان المصابون بهذا المرض بحاجة إلى عملية نقل دم بانتظام لكي يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة. وتضيف د. البشلاوي: أن الخطر الكأمن في عملية نقل الدم بانتظام يتمثل في زيادة تراكم الحديد في الدم وهذه مشكلة خطيرة قد تفضي على مضاعفات تؤدي إلى الوفاة. وكانت مشكلة زيادة تراكم الحديد في الدم وطرق علاجها أحد المحاور الرئيسية للمؤتمر وفي ذلك السياق تم مناقشة عدد من البدائل المتوفرة للعلاج ومن بينها علاج هذه الحالة عن طريق دواء يتم تناوله عن طريق الفم مرة واحدة يوميا وهو الدواء ICL670 أو اكسجيدEXJADE والذي لا زال قيد الدراسة وفي مراحل متقدمة من البحث والتطور بواسطة شركة نوفارتيس.

واثبت «اكسجيد» عند استخدامه وفق الجرعة المحددة تحملا جيدا لدى المرضى، كما اثبت هذا الدواء كفاءة عالية في المحافظة على أو خفض تركيز الحديد في الكبد وهو مؤشر مقبول للمحتوى الإجمالي للحديد في الجسم لدى المرضى الذين يعانون من زيادة مفرطة في تركيز الحديد في الجسم بشكل مزمن نتيجة لعمليات نقل الدم المنتظمة.

وقد منح الدواء ICL670 في سنة 2002 وضع ORPHAN DRUG في كل من الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي ويشير مصطلح ORPHAN DRUG في الولايات المتحدة إلى الأدوية التي تستخدم لعلاج عدد من المرضى يقل عن 200.000 مريض داخل الولايات المتحدة، أما في دول الاتحاد الأوروبي فيشير هذا المصطلح إلى المنتجات التي تستخدم لعلاج الأمراض الخطيرة التي تهدد الحياة والتي تصيب اقل من خمسة من بين كل 10000 شخص والهدف منح وضع ORPHAN DRUG هو تشجيع البحث والتطوير المتعلق بذلك الدواء والسعي لاعتماد المنتجات التي تستخدم لعلاج الأمراض النادرة..

وحول خطورة المرض تحدثت الدكتورة كابيليني من إيطاليا عن تجربتها في العمل مع المرضى الذين تم علاجهم باستخدام العقار الجديد أثناء التجارب الإكلينيكية (السريرية) قائلة اننا ندخل حقبة جديدة في علاج أنيميا البحر المتوسط. وان ما شاهدناه جدير بالملاحظة فقد اصبح المرضى قادرين على ممارسة حياتهم بكثير من المرونة فاصبحوا قادرين على التحرك بسهولة واستقلالية غير مقيدين بالحاجة لاستخدام وسائل العلاج التي تتطلب إلصاقها بأجسامهم وتتميز بصعوبة استخدامها ومن المنتظر ان يغير طرح الدواء ICL670 في الشرق الأوسط طريقة العلاج التقليدي تلك الى الابد.

وأوضحت كابيليني انه قد تم إنتاج الدواء (اكسجيد) كدواء يتم تناوله عن طريق الفم مرة واحدة يوميا. وهو معد بشكل روعي فيه ان يكون اسهل في الاستخدام واكثر ملاءمة في العلاج باستخدام ريفير وكسامين DEFEVOXAMINE او ديسفيرال DESFEVAL وهو العلاج المعتمد المستخدم حاليا لتقليل تركيز الحديد في الدم والذي يحتاج تناوله الى استخدام مضخة ملتحمة بجسم المريض لمدة تتراوح بين عشر ساعات الى اثنتي عشرة ساعة يوميا لفترة من خمسة الى سبعة ايام في الأسبوع.

ومن جانبه قال الدكتور علي طاهر وهو أحد اختصاصيي أنيميا البحر المتوسط الذين تحدثوا في المؤتمر ان الأطباء والمرضى رحبوا بالمعلومات التي تبشر بالتوصل الى علاج ثوري لمرضى أنيميا البحر المتوسط في منطقة الشرق الأوسط ويبدو ان تلك الأخبار جاءت في وقتها تماما فالشرق الأوسط يعاني من أعباء مرضى الثلاسيميا مما يستدعي ان يكون تعاملنا عن طريق تطبيق احدث الاساليب المتوفرة لخدمة المصابين بهذا المرض في المنطقة.